جدّا ، وله قبتان مطليتان بالذهب وأربع منارات رشيقة. وقد طليت القبتان بالذهب من قبل نادر (١) شاه ، الذي يبدو انه قد التجأ إلى هذا الأسلوب في تزيين قبور الأئمة والأولياء تكفيرا عن شناعاته الأخرى. وهذا مزار عظيم يقصده الزوار الإيرانيون بكثرة ـ أي أن جميع الذين يزورون كربلاء لا بد أن يأتوا لزيارة هذا المكان أيضا. وهو مثل سائر الأماكن الشبيهة به يزدهر بما ينفقه هؤلاء الزوار فيه ، ويمتلىء بالمتشردين والمنبوذين الذين يلوذون بحمايته. ولم أحاول الدخول فيه لأني قد رأيت الكفاية من هذه الأشياء ، وأريد أن أتحاشى اللغط الذي يثار حينما يحاول الغرباء زيارته أيضا.
١٩ كانون الأول
علمنا في هذا اليوم أن محمود شاه قد زحف بالتأكيد من تبريز على طهران باثني عشر أل سرباز وعشرين ألف جندي غير نظامي ـ هذه مبالغة بالأرقام دون شك. وحينما علم أمير فارس بهذا الزحف هرب من أصفهان إلى بلاده ، لكننا لم نسمع شيئا حتى الآن عن الادوار التي لعبها الإنكليز (٢) والروس في هذا النزاع ـ ومع هذا كم في كل هذا من طرافة بالنسبة لنا!
__________________
(١) الثابت هو أن الشاه اسماعيل الصفوي هو الذي أحاط القبة بالذهب وليس نادر شاه ، إلا أن الأخير ربما كان قد أسهم في إجراء تزيينات أخرى في روضة الإمامين الكاظمين عليهالسلام.
(٢) ذكرنا في حاشية سابقة (تعليقا على رسالة ٣٠ كانون الأول من هذه الرسائل) ، نقلا عن تاريخ إيران للسر بيرسي سايكس أن الزحف قد تم بتدخل من الإنكليز ومساعدتهم ، وبمساعدة الروس أيضا ، حتى أن الجيش الزاحف على طهران كان يقوده قائد إنكليزي هو السر هنري لندزي بيثون.