وكان من حسن حظى أن كان رفقائى فى السيارة الأستاذ" ساطع بك الحصرى"(٢٤) مدير التعليم فى سورية الآن وكان على عهد المرحوم الملك فيصل فى سوريا وزيرا فلما دخل الفرنسيون بعد معركة" ميسلون" خرج هو ، وانتهى به المطاف إلى العراق فتولى أمر التعليم هناك وأشرف على الآثار ثم أخرج من العراق مع من أخرجوا من السوريين قبيل هذه الحرب فعاد إلى سوريا وعكف على التأليف فأخرج كتابة الضخم فى" ابن خلدون" وثنى بمجموعة نفسية من المقالات وهو رجل واسع الإطلاع كبير العقل مستقيم النظر ساحر الحديث.
والأستاذ العالم الجليل الشيخ" عبد القادر المغزى"(٢٥) عضو المجمع العلمى بدمشق ومجمع فؤاد الأول للغة العربية بمصر والمصريون يعرفونه لأنه أقام بمصر زمنا قبل الحرب الماضية وكان يكتب فصولا اجتماعية فى" المؤيد" ينحو فيها منحى الأستاذ الإمام الشيخ" محمد عبده"(٢٦) ومن غريب ما حدثنى به المغربى فى هذه الرحلة أنه زارنى مرة فى" البلاغ" ثم انقطع عن زيارتى لأنه قرأ لى فصلا أشكو فيه من كثرة الزوار
فحسب إنى أعرض به وأشير إليه فأقصر فاستعذت بالله من هذا الخاطر.
والأستاذ العالم الأديب" عز الدين آل علم الدين التنوخى (٢٧) من أعضاء المجمع العلمى أيضا ، وهو فوق ذلك محدث ظريف وشاعر لبق ، يستطع أن يرتجل البيت والبيتين فى المعانى القريبة يمازح بها إخوانه وقد قال بيتين مدحنى بهما ونحن نتصعد ونتصوب فى الجبال والأدوية وأوردهما على سبيل التسلية :