والفرنسى ثم الإيطالى فيما بعد ، ومن ثم كان هؤلاء الليبراليون مختلفين عن المنهج الجديد فى نظم الحكم العربية.
ومن ثم كان لابد أن تظهر فى الثقافة والسياسة شخصيات جديدة ، وفى كل فروع الأدب والفن ، خاصة والأفكار الجديدة كانت تحتاج شخصيات لها تكوينات جديدة مختلفة عن التكوينات الثقافية السابقة ، رغم عدم الاستغناء عنها. إذ على الرغم من ليبرالية العقاد مثلا أو طه حسين ـ وإن كان له حس اشتراكى ـ فقد احتاج الواقع إلى فرسان وأعلام جدد ، ولهذا تحدث هذه الفترة مخاضا سياسيا حتى استقرت نظم الحكم وعدلت من أوضاعها ، وأخذت لنفسها ، الشكل السياسى المناسب ، والتنظيمات السياسية المناسبة ، وقد شهدت مصر والشام بخاصة طروحات نظرية سياسية وثقافية جديدة ، منذ عقد الأربعينات حتى هزيمة يونيو (١٩٦٧) ولكن الأنظمة العربية كلها كانت تعتقد فى ضرورة الوحدة العربية تحت أى شكل من الأشكال ، وعلى الرغم من عدم تحقق الوحدة العربية حتى الآن ، فإنها ضرورة ، واجبة ، لمواجهة التكتل العالمى الجديد ، ومواجهة المشكلات العربية الداخلية.
وكان من الواضح ، أن الأعلام التى أعطاها المازنى عناية كبيرة كانت تشترك فى عدة أمور.
أولها : إيمانها العميق بالقومية العربية ، وضرورة الوحدة العربية لمواجهة التمزق السياسى والاجتماعى الذى سببه الاستعمار طوال عشرات السنين من هذا القرن.
ثانيها : كانوا أعضاء فى المجمع العلمى بدمشق وبغداد ومجمع اللغة العربية بالقاهرة ، ويعنى هذا أن المفكرين والمثقفين والأدباء