مبارز؟ وأن العقاد لقدوة صالحة وأن المعرى لقدوة أخرى فما بارح بيته أربعين سنة وزيادة وردث على أهل العلم أسألهم عن" التعازيم" التى تزهد الناس فيما يراد تزهيدهم فيه ، لعلى أستطيع أن أصرف طه وشركاه عن السفر فاستأثر بالحلبة كلها وخطر لى أن أحاول أن أبعث إليهم بموجة نفسية تنميهم على البعد فأوحى إليهم أن يقعدوا عن السفر وعلمت أنهم ذاهبون بالقطار فقلت أذهب أنا بالطائرة وعسى الله أن يعطل قطارهم أليس الله يفعل ما يريد؟ ألم تمت أمى وهى عنى راضية ولى داعية؟ بل لقد تمنيت أن تسقط الطائرة فلا تقتلنى ولكن تكسر لى ذراعى فيكون لى هذا عذرا كافيا ومخرجا وسعيا من هذا المأزق ويتسنى لى أن أدعى إنى كنت أعددت بحثا أى بحث ولكن مشيئة ربى قضت أن أتخلف ولما كان قلمى عويصا وخطى رديئا وآلتى الكاتبة قد سطا عليها من سطا ولا بارك الله له فيها فإن من العسير أن أنيب عنى أحدا فى تلاوته.
وكان لابد أن أبلغ المجمع العلمى العربى بدمشق عنوان بحثى والعنوان آخر ما أكتب وأنا لم أكتب شيئا. فقلت : إن الله لم يخلق لى هذا الرأس الذى بين كتفى ـ عبثا ـ أبعث إليهم بأى عنوان يخطر لى الآن ـ وأحتاط فأقول فى كتابى إليهم إنى مندوب نقابة الصحافة المصرية وأنه يجب من أجل هذا أن يكون لى مكان ملحوظ بين ممثلى الهيئات فى هذا المهرجان ، ثم أسافر على بركة الله وأعترض على كل مكان أوضع فيه ، بين الباحثين أو الآكلين أو القاعدين أو الواقفين وأغضب وأثور واحتج باسم الصحافة المصرية على ما لحقها من هوان وأقاطع المهرجان وأذهب أتنزه على هواى وكفى الله المؤمنين شر القتال ولا بحث ولا يحزنون ولا وجع دماغ.