فصل
ومن بركتها الدينية أنها أرض الجهاد ، فأهلها في جهاد ورباط ونفقتهم على أنفسهم كالنفقة في سبيل الله تضاعف سبعمائة ضعف وقد كتب أبو الدرداء إلى سلمان هلم إلى الأرض المقدسة أرض الجهاد.
وكذلك كان السلف يختارون الإقامة بها للجهاد كما [فعل](١) ذلك رؤساء مسلمة الفتح من قريش.
قال أرطاة بن المنذر ، قال عمر : أعظم الناس أجرا رويجل بالشام (٢٥ / أ) آخذ بلجام فرسه يكلأ من وراء بيضة المسلمين لا يدري أسبع يفترسه أم هامّة تلدغه أو عدوّ يغشاه.
وكان ابن [...](٢) وغيره من العلماء يقولون : من أراد علم السير فعليه بأهل الشام ، فإنهم لكثرة جهادهم أعلم الناس بأحكام الجهاد.
وعن الشافعي قال : من أراد علم الملاحم فعليه بأهل الشام.
وقد صنّف أبو إسحاق الفزاري كتابا كبيرا في السير فيه علم كثير مما يتعلق بالجهاد لا يكاد يوجد في غيره مجموعا.
وقد ورد حديث مرفوع غريب من رواية أبي مطيع معاوية بن يحيى :
حدثنا أرطاة بن المنذر ، عمن حدثه ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : «أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو في ثغر من الثغور فهو في جهاد» (٣).
__________________
(١) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ما بين المعقوفين بياض بالأصل ، ولعله : " عيينة" كما عند ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٤٩).
(٣) أخرجه ابن عساكر في" تاريخ دمشق" (١ / ١٢٦) ، والطبراني وانظر جزء الربعي رقم (١٨). وإسناده ضعيف.