هذا الصوم الذي يتمسك به المسيحيون الشرقيون يقال له : «صوم نينوى».
الرسالة التاسعة
من مسقط ١٩ كانون الثاني ١٦٢٥
... لما كنت قد قررت ان أعود إلى وطني لا عن طريق البرتغال ، بل بالأحرى عن طريق البصرة ومنها إلى حلب عن طريق البر فهذا أفضل وهو في نظري أقصر طريق إلى هدفي ؛ كما كنت قد حصلت على الإذن الضروري لمثل هذه الرحلة وهو لا بد منه إذ يحظر علينا الذهاب إلى أوروبا عبر الأراضي العثمانية ، وهكذا أعد الأمور لمثل هذه الرحلة ..
الرسالة العاشرة
البصرة في ٢٠ أيار ١٦٢٥
في العاشر من آذار كنا لا نزال في البحر ، لأن البحارة كانوا يفتشون عن مصب نهر البصرة ليدخلوا السفينة فالمسألة ليست هينة إذ ان الأرض هنا واطئة جدا.
يتكون شط البصرة من التقاء النهرين المعروفين : دجلة والفرات. ويطلق عليه أيضا اسم «شط العرب» ويصل إلى البحر في مصبين يبعد الواحد عن الآخر أكثر من اثني عشر فرسخا فالفرع الشرقي وهو أوسع حجما وأكثر أمنا يطلق عليه البحارة اسم فرع هرمز لقربه من تلك الناحية أما الغربي فيسمى فرع البحرين أو «فرع القطيف» نسبة إلى الموضعين المعروفين بهذا الاسم ولا تمخر السفن الكبيرة في هذا الفرع إلا نادرا. ويحدث الانقسام إلى فرعين جنوب البصرة فتتكون بينهما جزيرة مثلثة الشكل يسميها الأهلون «الخضر» ... إنها هبة النهر للأهلين على مثال دلتا النيل في مصر وهي تتوسع سنويا بما يحمله النهر من طين وغرين.
دخلنا الفرع الشرقي وقد ساعدتنا الرياح فسرنا بأمان وكانت الأراضي