المحيطة بنا عامرة بأشجار النخيل على عدوتي النهر ، فالأرض هناك خصبة معطاء ووصلنا إلى موضع فيه جدول عميق (أو خندق) تمخر فيه القوارب المحلية وبعض السفن البرتغالية ، ومراكب أخرى مختلفة فتسير إلى البصرة لتقف عند موضع الكمرك يمتد هذا الفرع إلى داخل مدينة البصرة وهناك يوجد جسر من الخشب مثبت على قوارب مربوطة بسلاسل حديد لاعطائه مزيدا من القوة وتقوم إلى الشمال من الجسر بناية لها تصميم القلعة أو الحصن غايتها محافظة المدينة بالرغم من أن البناء امتد إلى ما بعد هذه القلعة.
أما ماء الخندق فكان يزداد بتأثير المد البحري وتصل السفن إلى الجسر فقط وقد رأيت هناك سفن الوالي الحربية فهي في مأمن عند القلعة المذكورة وبالإمكان سحبها بدون تجذيف وتتفرع من ذلك الخندق قنوات عديدة تمتد إلى داخل المدينة وينتقل الناس بالقوارب في هذه القنوات من بيت إلى آخر ويطلقون على هذه القوارب اسم «دانك» (١) وهناك عدد من الجسور للسابلة فوق القنوات.
البصرة (٢)
البصرة مدينة مترامية الأطراف ، عامرة بالسكان ، رديئة العمران قائمة على أرض مستوية مفتوحة لأنها غير مسورة ولقد أحيطت بسور مؤخرا بسبب الحروب التي شنها الفرس عليها وفي السور أبراج من الطين وقد تهدم بعضها وللمدينة أبواب تقفل وفيها من الأسواق سوق الصاغة وسوق المنسوجات ومختلف البضائع التي تروج في الأسواق.
وتوجد أمام القلعة والسوق ساحة واسعة تنتشر فيها المدافع من العيار الثقيل بعضها برتغالية الأصل كان أهل البصرة قد استولوا عليها وغنموها في مسقط قبل سنين كثيرة عندما كانت سفنهم تمخر عباب البحر لكن البرتغاليين تمكنوا فيما بعد من تدمير تلك السفن.
__________________
(١) ضرب من السفن الشراعية.
(٢) لهذا الفصل ترجمة عربية مختصرة في نشرة الأحد المذكورة آنفا ص ٧٥٥.