استعادة الموصل وكركوك ، وهذا الخبر محتمل الوقوع إذا كان الصدر الأعظم فعلا في ماردين. وأضاف القبوجي ان السردار بارح ماردين وبدأ بالتقدم. فانتشرت الأخبار والإشاعات في البصرة.
إني لم أتأكد من صحة الأخبار إذ ليس لي صديق مهم بين الأتراك ، ولم أحصل على معلومات أوفر من القائد العام البرتغالي لأنه كان يكتفي بترديد الأخبار نفسها. مهما يكن فإن هذه الأخبار ـ حسب اعتقادي ـ ترفع معنويات باشا البصرة وأهاليها.
* * *
في الحادي عشر من أيار تحركت القافلة التي كانت منذ أيام قد استعدت للسفر وخيّمت خارج المدينة ببضعة فراسخ ، فسارت باتجاه حلب بعد أن تلقت التطمينات اللازمة من قبل الأمير ناصر. وأعتقد بالأحرى أن التجار علموا بأن الأمير ناصر قد تصالح مع الأمير «أبو الريش» وعاد إلى إطاعة السلطان والولاء له ، فالبادية والحالة هذه بخير وأمان. كما ان خبر وصول الجيش العثماني قوى معنوياتهم.
كنت أنا أيضا قد أتممت الاستعدادات اللازمة للرحيل ومبارحة البصرة ، لكني لم أسافر مع تلك القافلة ، بل أعددت كل شيء لحسابي الخاص مستقلّا عن القافلة ، فأخذت عددا من الجمال ، ودفعت أجر الأعراب الذين وافقوا على مرافقتي ، لكن علي آغا سيد البصرة ورئيس الشرطة الأعلى أوعز إلى رئيس الجمالين المدعو حاج أحمد الأسود ألا يرحل قبل مضي ثلاثة أيام. لقد كنت أخشى الحر ، فالمناخ يزداد حرارة يوما بعد يوم ، وخفت ألا نجد ماء في الطريق ، لذا كنت أريد الرحيل بأسرع وقت ، فالتجأت إلى السيد كونسالفو مارتين معتمد البرتغاليين وطلبت منه أن يتوسط لي ويستأذن «علي آغا» أو يستفسر منه عن سبب منعه لنا ، فإن لم يكن لديه من مانع محدد فليدعنا نمضي بسلام. فقام الرجل بالمهمة بطيبة خاطر ، لكن «علي آغا» أشار عليه أن نتذرع بالصبر أسبوعا واحدا حتى تبتعد القافلة وتتوغل في البادية ، لأنه كان يتوجس شرا من رئيس الجمالين الحاج أحمد ، فقافلتنا الصغيرة أخف حملا