من القافلة الكبيرة ، وصاحبنا الحاج أحمد أدرى من غيره بمفاوز البادية وطرقاتها ، فقد يسبق القافلة الكبيرة ويخبر الأمير ناصر أو غيره من أعراب البادية بوصولها ، بل لعله يخبر القزلباشية أنفسهم بتحركها فتصبح فريسة سهلة للنهب مما يلحق الضرر بها وبنا على السواء. فالأفضل إذا التريث والانتظار قليلا ... أنا شخصيا كنت أثق بالحاج أحمد الذي اخترته دليلا لقافلتي ، فقد مدحه الخواجا نجم وغيره. لكن طالما هذه هي مشيئة ولي الأمر فلتكن ، ولا بأس ان أتريث بعض الوقت.
إن هذه الأمور أكدت ما سبق ان ذكرته أعلاه عن تعاون الفرس والأمير ناصر من أجل إلحاق الضرر بالقافلة. وقد لاحظت ان «علي آغا» صاحب الخبرة الطويلة في الحكم والإدارة كان فعلا متخوفا وقلقا على مصير القافلة.
* * *
في الثالث عشر من أيار وصل إلى البصرة قبوجي آخر من قبل السردار يحمل خلعة أخرى ، وقردا ، وفرمانا بتثبيت الباشا على البصرة ؛ لأنه لم يكن قد حصل على تأييد السلطان حتى ذلك الوقت.
أما أخبار زحف الجيش ، فقد شاع كالعادة بين أفراد الشعب بأنه قريب جدا يكاد يكون عند أبواب بغداد. لكني عرفت الحقيقة من تجار أوروبيين كتبوا رسائل من حلب ووصلت إلى البصرة مع أحد مرافقي القبوجي نفسه ، مفادها ان السردار ـ كما توقعت ـ لم يصل بعد إلى حلب ، ولعله يختصر الطريق فيسير مباشرة نحو «بين النهرين» ثم بغداد دون المرور بحلب ، أو لعله لم يتحرك بعد! إذ لن تقوم الحرب في هذه السنة ١٦٢٥ ضد الفرس من أجل بغداد ، فالطريق بعيد ويستغرق وقتا طويلا ، فإن سارت الأمور سيرا حسنا فستنشب الحرب في السنة القادمة ان لم يحدث ما يغير مسيرة الأمور ، لكني متيقن بأن الحرب لا مفر منها!.
* * *
وافتنا أخبار أخرى في تلك الرسائل ، منها : أن أمير صيدا تمرد على السلطان وهجم على طرابلس وخرب بيوتها وطرد واليها. لكن والي حلب هرع