كلامه. فعدنا في اليوم التالي ونزلنا في العراء خارج القرية ، ثم دعينا للدخول إليها لنكون في مأمن من اللصوص ونضيع أثارنا على جواسيسهم وكأننا غيرنا خطتنا وعدلنا عن السفر ، وفعل القبوجيان مثلنا.
جدير بالذكر ان القبوجي الأول ، ذاك الذي حمل الخلعة من السردار إلى والي البصرة اسمه سرفانلي إبراهيم آغا ، وقد رافقه قبوجي آخر اسمه محمد آغا كان في خدمة السردار السابق وقد أرسله في مهمات عديدة منها إلى البصرة ثم الاحساء والمناطق المجاورة ، وها هو الآن في طريق عودته.
في ١٣ حزيران نشب نقاش حاد مع رئيس الجمالين ، فقد أراد اصطحاب بعض الأعراب بحجة إرشادنا في الطريق ، لكنه في الواقع كان يريد استنزاف المزيد من أموالنا فعارضته بشدة ، لأن الطريق معروف ، أما قوله إنهم سيساعدوننا على قطاع الطرق فكلامه هراء إذ لم يكن لهؤلاء الرجال القدرة على القتال والمقاومة. فطال النقاش حتى هددته بالعودة إلى البصرة والعدول عن السفر ، وهذا يعني بالنسبة إليه إعادة المال الذي استلمه مني. عندئذ رضخ للأمر الواقع أمام عنادي. فغادرنا كويبدة في الليل ومررنا من جديد بالغنيمات. وفي ١٤ حزيران أكملنا السير إلى منتصف النهار أيضا فنزلنا قرب مياه مرة المذاق. هناك هبت علينا رياح حارة شديدة اقتلعت خيامنا ومزقتها بحث اضطررنا في الليالي التالية إلى النوم في العراء ... وهكذا سارت الأمور في الأيام اللاحقة.
في ١٧ حزيران عبرنا جدولا جف ماؤه.
العرجة
في ٨١ حزيران مررنا من بعيد بمنطقة يسكنها الأعراب تقع عن يميننا اسمها «العرجة» يحكمها حسن آغا الكردي (١). هذا الرجل كان قد هرب من
__________________
(١) يعقوب سركيس : العرجاء قصبة المنتفق ، مباحث عراقية ٢ : ٣٧٤ ؛ وقد اعتمد الباحث في مقالته عن هذه الفقرة من الرحلة.