العادة عندنا في صنعنا الأختام. ومن بين الأحرف التي رأيتها تكرر في مواضع عديدة ، ثمة أحرف لها صورة الهرم المنبطح والشكل الآخر يشبه نجمة ذات ثمانية رؤوس.
وصل إلينا في النهار شيء قليل من المؤن التي وعد بها حسن آغا للقبوجي ، ولم يرسل غير ذلك. وقد قيل ان حسن آغا استشاط غضبا لأن القبوجي لم يرسل له هدية السردار التي كان يحملها. أما القبوجي فلم يبال بما قيل ولم يرسل الخلعة لأنه علم ان حسن آغا كان قد قبل تاج الشاه وعقد ميثاقا مع الفرس معلنا عن تحالفه معهم منذ ذلك الحين.
وقد انطلقنا من هناك مساء خلافا لعادتنا خشية ان يصدر حسن آغا المذكور أمرا ينبىء بخسة أخلاقه ، وسرنا مسرعين إلى منتصف الليل ، ثم استرحنا ساعتين ورحلنا من جديد ...
في ٢١ حزيران مررنا بأراض بعضها مغمورة بالمياه كالمستنقعات مليئة بالقصب ؛ وبعضها الآخر بيضاء بسبب السبخة ، وهناك أحطاب متشابكة.
في ٢٢ حزيران سرنا حتى منتصف النهار ، وبينما نزلنا للاستراحة في موضع تكثر فيه الأعشاب اليابسة ، شبت النار هناك بسبب بعض المدخنين.
فقد سقطت النار من يد أحد الجمالين الذين يستنشقون السعوط (التتن) حسب عادتهم ، فانتشرت النار في الهشيم وكادت تلتهم أمتعتنا ، فهرعنا إلى إخمادها برمي الأغطية عليها إذ لا وجود للماء هناك ، وما كان معنا في زقاقنا لم يكن كافيا لشربنا.
انطلقنا من هناك ، وقبل حلول الليل بثلاث ساعات نزلنا في موضع يقال له «إهاثوير» (؟) EHATHUER هناك التقينا بثلاثة رجال راكبين حميرا أخبرونا ان القافلة الكبيرة التي سبقتنا بخروجها من البصرة كانت توقفت فترة طويلة عند الأمير ناصر ، وقد أصابتها المضايقات من قبل رجاله ، فهو لم يكتف بانتزاع كمية كبيرة من المال من المسافرين ، بل أراد تسخير رجالها بالسير في ركابه في حملة أراد أن يشنها على «مشهد الحسين» ضد القزلباشية ، إذ كان الأمير يقف منهم موقف العدو ، وفي ذلك الموقف الذي لا يحسد عليه أحد ،