الرقيق المطعم بالذهب ، وكتابا عربيا لم يكن مهمّا ، وغطاء واسعا أزرق اللون يستعمل في فارس لاتقاء المطر ، وكمية كبيرة من الورق وما شاكل ذلك ...
أمضينا الليل هناك ، بينما استعد الجنود للرحيل ، واستطعت قبل انصرافهم أن أسترجع منهم رداء الست معاني وإناء الهيصم مقابل عباءتين اشتريتهما من أحد المسافرين بسبعة قروش ؛ أما الأشياء الأخرى لم أستطع استرجاعها فأخذوها معهم ... وأحمد الله لأنني استطعت ان أخلص سيف الست معاني وخنجرها من أياديهم الخاطفة ، فقد أخفيتهما في أسفل أحد الصندوقين مع أساورها وحليها ، فلا شك أنهم لو رأوها لاختطفوها في الحال.
في الخامس عشر من تموز سرنا مع الفجر ومضينا حتى الظهيرة ، وبعد استراحة قصيرة قطعنا مرحلة ثانية حتى المساء ، فاسترحنا في موقع غير بعيد عن النهر حيث وجدنا أدغالا كثيفة من شجيرات العرعر.
في السادس عشر منه قطعنا مرحلة جديدة وتوقفنا بعد الظهر في موضع رأينا فيه ماء فتزودنا منه ...
أما في السابع عشر منه فقد توقفنا بعد مسيرة منهكة. عند بئر كان ماؤها مرّا كريه الرائحة ، لأن الأرض هناك مليئة بالمعادن والطلق ...
وهكذا في الأيام التالية انتقلنا من مكان إلى آخر ... ففي اليوم العشرين من تموز انطلقنا منذ الصباح الباكر وسرنا حثيثا حتى الظهر لنتوقف عند بئر عميقة جدا تقع بالقرب من كهوف صغيرة منقورة في الحجر الأبيض. أما في مرحلة المساء فقد سرنا بين سهول ووهاد ...
في الحادي والعشرين من تموز عبرنا أخدودا عريضا في الأرض كان مجرى ماء في وقت مضى ، ثم مررنا بحصن متهدم يسمى «الحير» كنت قد مررت به سابقا في رحلتي من حلب إلى بغداد لكني لم أره جيدا في ذلك الحين إذ كان نزولنا بالقرب منه ليلا.
إنه بناء عظيم مشيد بحجر أبيض ، أي بقطع كبيرة الحجم من الرخام الأبيض ، وهو مربع الشكل ، تحيطه أسوار تتخللها أبراج مدورة صغيرة. في