إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا ، وتدخل عبدالله بن عمر وأبوقتادة الانصاري وألحا على خالد أن يبعثهم إلى أبي بكر فرفض خالد وقال : لا أقالني الله أن لم أقتله فالتفت مالك إلى زوجته ليلى وقال لخالد : هذه التي قتلتني ، فأمر خالد بضرب عنقه وقبض على ليلى زوجته ودخل بها في تلك الليلة (١).
ماذا عساني أن أقول في هؤلاء الصحابة الذين يستبيحون حرمات الله ويقتلون النفوس المسلمة من أجل هوى النفس ويستبيحون الفروج التي حرمها الله ، ففي الاسلام لا تنكح المرأة المتوفى زوجها إلا بعد العدة التي حددها الله في كتابه العزيز ، ولكن خالدا اتخذ إلهه هواه فتردى وأي قيمة للعدة عنده بعد أن قتل زوجها صبرا وظلما وقتل قومه أيضا وهم مسلمون بشهادة عبدالله بن عمر وأبي قتادة الذي غضب غضبا شديدا مما فعله خالد وانصرف راجعا إلى المدينة وأقسم أن لا يكون أبدا في لواء عليه خالد بن الوليد (٢).
وحسبنا في هذه القضية المشهورة أن ننقل اعتراف الاستاذ هيكل في كتابه « الصديق أبو بكر » إذ قال تحت عنوان « رأي عمر وحجته في الامر ».
« أما عمر ، وكان مثال العدل الصارم ، فكان يرى أن خالدا عدا على امرئ مسلم ونزا على امرأته قبل انقضاء عدتها فلا يصح بقاؤه في قيادة الجيش حتى لا يعود لمثلها فيفسد أمر المسلمين ، ويسيء إلى مكانتهم بين العرب قال : ولا يصح أن يترك بغير عقاب على ما أتم مع ليلى.
ولو صح أنه تأول فأخطأ في أمر مالك ، وهذا ما لا يجيزه عمر ، وحسبه ما صنع مع زوجته ليقام عليه الحد ، فليس ينهض عذرا له إنه سيف الله ، وإنه القائد الذي يسير النصر في ركابه فلو أن مثل هذا العذر يقبل لأبيحت لخالد وأمثاله المحارم ، ولكان أسوأ مثل يضرب للمسلمين في احترام كتاب الله ، لذلك لم يفتأ عمر يعيد على أبي بكر ، ويلح
__________________
( ١ ) تاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٨ تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١١٠.
تاريخ ابن الشحنة بهامش الكامل ج ١١ ص ١١٤ وفيات الاعيان ج ٦ ص ١٤.
( ٢ ) تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٨٠ تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١١٠.
تاريخ أبي الفداء الاصابة ج ٣ ص ٣٣٦.