سقط على استه ، فرجع أبو هريرة إلى رسول الله وهو يبكي وأخبره بما فعل عمر فقال رسول الله لعمر ما حملك على ما فعلت؟ قال : هل أنت بعثته ليبشر بالجنة من قال لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه؟ قال رسول الله نعم ، قال عمر : لا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس على لا إله إلا الله!. وهذا ابنه عبدالله بن عمر يخشى أن يتكل الناس على التيمم فيأمرهم بترك الصلاة ، وياليتهم تركوا النصوص كما هي ولم يبدلوها باجتهاداتهم العقيمة التي تؤدي إلى محو الشريعة وانتهاك حرمات الله وتشتيت الامة في متاهات المذاهب المتعددة والآراء المتشعبة والفرق المتناحرة.
ومن مواقف عمر المتعددة تجاه النبي وسنته نفهم بأنه ما كان يعتقد يوما بعصمة الرسول بل كان يرى أنه بشر يخطئ ويصيب.
ومن هنا جاءت الفكرة لعلماء السنة والجماعة بأن رسول الله معصوم في تبليغ القرآن فقط وما عدا ذلك فهو يخطئ كغيره من البشر ويستدلون على ذلك بأن عمر صوب رأيه في العديد من القضايا.
وإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ كما يروي البعض من الجهلة ـ يقبل مزمارة الشيطان في بيته وهو مستلق على ظهره والنسوة يضربن الدفوف والشيطان يلعب ويمرح إلى جانبه حتى إذا دخل عمر بن الخطاب هرب الشيطان وأسرع النسوة فخبأن الدفوف تحت استهن وقال رسول الله لعمر ما رآك الشيطان سالكا فجا حتى سلك فجا غير فجك. فلا غرابة إذا أن يكون لعمر بن الخطاب رأي في الدين وأن يسمح لنفسه بمعارضة النبي في الامور السياسية وحتى في الامور الدينية كما تقدم في تبشير المؤمنين بالجنة.
ومن فكرة الاجتهاد واستعمال الرأي مقابل النصوص نشأت أو تكونت مجموعة من الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب وقد رأيناهم يوم الرزية كيف ساندوا وعضدوا رأي عمر مقابل النص الصريح. ومن ذلك أيضا نستنتج أن هؤلاء لم يقبلوا يوما نصوص الغدير التي نصب بها النبي صلىاللهعليهوآله عليا خليفة له على المسلمين ، وتحينوا الفرصة السانحة لرفضها عند وفاة النبي فكان اجتماع السقيفة وانتخاب أبي بكر من نتيجة هذا الاجتهاد ، ولما استتب لهم الامر وتناسى الناس نصوص النبي بشأن الخلافة ، بدأوا يجتهدون في كل شيء حتى استطالوا على كتاب الله فعطلوا الحدود وأبدلوا الاحكام