شيعة علي وأتباع معاوية ولما استشهد الامام علي واستولى معاوية على الحكم بعد الصلح الذي أبرمه مع الامام الحسن وأصبح معاوية هو أمير المؤمنين سُمّيَ ذلك العام « عام الجماعة » ، إذاً فتسمية « أهل السنة والجماعة » دالة على اتباع سنة معاوية والاجتماع عليه وليست تعني اتباع سنة رسول الله ، فالائمة من ذريته وأهل بيته أدرى وأعلم بسنة جدهم من الطلقاء ، وأهل البيت أدرى بما فيه ، وأهل مكة أدرى بشعابها ولكننا خالفنا الائمة الاثني عشر الذين نص عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله واتبعنا أعداءهم. ورغم اعترافنا بالحديث الذي ذكر فيه رسول الله اثني عشر خليفة كلهم من قريش إلا أننا نتوقف دائما عند الخلفاء الاربعة ولعل معاوية الذي سمانا « أهل السنة والجماعة » كان يقصد الاجتماع على السنة التي سنها بسب علي وأهل البيت والتي استمرت ستين عاماً ولم يقدر على إزالتها إلا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وقد يحدثنا بعض المؤرخين أن الامويين تآمروا على قتل عمر بن عبدالعزيز وهو منهم لانه أمات السنة وهي لعن علي بن أبي طالب.
يا أهلي وعشيرتي لنتجه ـ على هدى الله تعالى ـ إلى البحث عن الحق وننبذ التعصب جانباً فنحن ضحايا بني أمية وبني العباس وضحايا التاريخ المظلم وضحايا الجمود الفكري الذي ضربه علينا الاوائل ، إننا لا شك ضحايا الدهاء والمكر الذي اشتهر به معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وأضرابهم ؛ ابحثوا في واقع تاريخنا الاسلامي لتبلغوا الحقائق الناصعة وسيؤتيكم الله أجركم مرتين فعسى أن يجمع الله بكم شمل هذه الامة التي نكبت بعد موت نبيها وتمزقت إلى ثلاث وسبعين فرقة ، هلموا لتوحيدها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله الاقتداء بأهل البيت النبوي الذين أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله باتباعهم فقال : « لا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تتخلفوا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم » (١).
لو فعلنا ذلك ، لرفع الله مقته وغضبه عنا ولا بدلنا من بعد خوفنا أمناً ، ولمكننا في الارض واستخلفنا فيها ولا ظهر لنا وليه الامام المهدي عليهالسلام الذي وعدنا به رسول الله ليملأ أرضنا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وليتم به الله نوره في كل المعمورة.
__________________
( ١ ) الدر المنثور للسيوطي ج ٢ ص ٦٠ ص ٦٠ اُسد الغابة ج ٣ ص ١٣٧ الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٤٨ و ٢٢٦ ينابيع المودة ص ٤١ و ٣٥٥ كنز العمال ج ١ ص ١٦٨ مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٦٣.