بجانبه لكزة أوجعته وقال له : أسكت أما تستحي أن تقول مثل هذا القول لرجل فاضل مثل هذا وقد عرفت العلماء وحتى الآن لم تر عيني مكتبة مثل هذه المكتبة ، وهذا الرجل يتكلم عن معرفة ووثوق بما يقول!.
أجبته قائلا : أنا شيعي هذا صحيح ولكن الشيعة لا يعبدون عليا وإنما عوض أن يقلدوا الامام مالكا فهم يقلدون الامام عليا لانه باب مدينة العلم حسب شهادتكم ، قال المرشد الديني : وهل حلل الامام علي زواج الرضيعين؟. قلت : لا ولكنه يحرم ذلك إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة مشبعات ومتواليات ، أو ما أنبت لحما وعظما. وتهلل وجه والد الزوجة وقال : الحمد لله فابنتي لم ترضع إلا مرتين أو ثلاث مرات فقط ، وإن في قول الامام علي هذا مخرجا لنا من هذه الورطة ورحمة لنا من الله بعد أن يئسنا.
فقال المرشد : أعطنا الدليل على هذا القول حتى نقتنع ؛ فأعطيتهم كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي ، وقرأ هو بنفسه عليهم باب الرضاعة ، وفرحوا بذلك فرحا عظيما وخصوصا الزوج الذي كان خائفا أن لا يكون لديّ الدليل المقنع وطلبوا مني إعارتهم الكتاب حتى يحتجوا به في قريتهم فسلمته إليهم وخرجوا مودعين داعين معتذرين.
وبمجرد خروجهم من بيتي التقى بهم أحد المناوئين وحملهم إلى بعض علماء السوء فخوفوهم وحذروهم بأني عميل لاسرائيل وأن كتاب منهاج الصالحين الذي أعطيتهم إياه كله ضلالة وأن أهل العراق هم أهل الكفر والنفاق وأن الشيعة مجوس يبيحون نكاح الاخوات فلا غرابة إذن في إباحتي لهم نكاح الاخت من الرضاعة إلى غير ذلك من التهم والاراجيف وما زال بهم يحذرهم حتى ارتدوا على أعقابهم وانقلبوا بعد اقتناعهم ، وأجبروا الزوج على أن يتقدم بدعوى عدلية للطلاق لدى المحكمة الابتدائية في قفصة وطلب منهم رئيس المحكمة أن يذهبوا إلى العاصمة ويتصلوا بمفتي الجمهورية ليحل هذا الاشكال ، وسافر الزوج وبقى هناك شهرا كاملا حتى تمكن من مقابلته وقص عليه قصته من أولها إلى آخرها وسأله مفتي الجمهورية عن العلماء الذين قالوا بحلية الزواج وصحته فأجاب الزوج بأنه ليس هناك من قال بحليته غير شخص واحد هو التيجاني السماوي ، وسجل المفتي إسمي وقال للزوج : إرجع أنت وسوف أبعث أنا برسالة إلى رئيس المحكمة في قفصة ، وبالفعل