بأعمالهم وأذن لهم الرئيس ، ولما خلا بنا المجلس التفت إلي معتذرا وقال : سامحني ياأستاذ لقد غلطوني فيك وقالوا فيك أشياء غريبة وأنا الآن عرفت أنهم حاسدون ومغرضون يريدون بك شرا.
وطار قلبي فرحا بهذا التحول السريع وقلت : الحمد لله الذي جعل نصري على يديك يا سيدي الرئيس ، فقال : سمعت بأن عندك مكتبة عظيمة فهل يوجد فيها كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري؟
قلت : نعم ، فقال : هل تعيرني إياه ، فقد مضى عامان وأنا أبحث عنه : قلت : هو لك يا سيدي متى أردت ، قال : هل عندك وقت يسمح لك بالمجيء إلى مكتبتي لنتحدث وأستفيد منك. قلت : أستغفر الله فأنا الذي أستفيد منك ، فأنت أكبر مني سنا وقدرا ، وعندي أربعة أيام راحة في الاسبوع وأنا رهن إشارتك.
واتفقنا على يوم السبت من كل أسبوع لانه ليس له جلسات للمحكمة في ذلك اليوم. وبعدما طلب مني أن أترك له كتابي البخاري ومسلم وكتاب الفتاوى لمحمود شلتوت لكي يحرر منها النص قام بنفسه وأخرجني من مكتبه مودعا.
وخرجت فرحا أحمد الله سبحانه على هذا النصر وقد دخلت خائفا مهددا بالسجن وخرجت وقد انقلب رئيس المحكمة إلى صديق حميم يحترمني ويطلب مني مجالسته ليستفيد مني. إنها بركات طريق أهل البيت الذين لا يخيب من تمسك بهم ويأمن من لجأ إليهم.
وتحدث زوج المرأة في قريته وشاع الخبر في كل القرى المجاورة بعد ما رجعت المرأة إلى بيت زوجها وانتهت القضية بحلية الزواج ، فأصبح الناس يقولون بأني أعلم من الجميع وأعلم حتى من مفتي الجمهورية.
وقد جاء زوج المرأة إلى البيت ومعه سيارة كبيرة ودعاني إلى القرية أنا وكل عائلتي وأعلمني أن كل الاهالي ينتظرون قدومي وسيذبحون ثلاثة عجول لاقامة الفرج واعتذرت إليه بسبب انشغالي في قفصة وقلت له : سوف أزوركم مرة أخرى إن شاء الله.
وتحدث رئيس المحكمة إلى أصدقائه واشتهرت القضية ورد الله كيد الكائدين وجاء