على الحيرة كما يبعث على البحث والتنقيب لمن يريد لنفسه النجاة.
ومن أجل هذا داخلني الشك والحيرة بعد لقائي بالشيعة فمن يدري لعلهم يقولون حقا وينطقون صدقا! ولماذا لا أبحث ولا أنقب.
وقد كلفني الاسلام بقرآنه وسنته أن أبحث وأقارن وأتبين قال الله تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) (١) وقال أيضا : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الالباب ) (٢).
وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « ابحث عن دينك حتى يقال عنك مجنون » فالبحث والمقارنة واجب شرعي على كل مكلف.
بهذا القرار وبهذه العزيمة الصادقة واعدت نفسي وأصدقائي من الشيعة في العراق وأنا أودعهم معانقا ومتأسفا لفراقهم فقد أحببتهم وأحبوني ، وقد تركت أحباء أعزاء مخلصين ضحوا بأوقاتهم من أجلي لا لشيء كما قالوا لا خوفا ولا طمعا ، وإنما ابتغاء مرضاة الله سبحانه فقد ورد في الحديث الشريف « لئن يهد الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس ».
وغادرت العراق بعد قضاء عشرين يوماً في ربوع الائمة وشيعتهم ، مرت كأنها حلم لذيذ يتمنى النائم أن لا يستيقظ حتى يستوفيه ، غادرت العراق متأسفاً على قصر المدة ، متأسفاً على فراق الافئدة التي أهوي إليها والقلوب التي تنبض بمحبة أهل البيت وتوجهت للحجاز قاصداً بيت الله الحرام وقبر سيد الاولين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
__________________
( ١ ) سورة العنكبوت : آية ٦٩.
( ٢ ) سورة الزمر : آية ١٨.