الاسفل من النار وقد ذكرهم رسول الله صلىاللهعليهوآله وحذر منهم وعلم بعضا من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم ، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنة على لعنهم والبراءة منهم.
وهناك قسم خاص وإن كانوا من الصحابة فهم يتميزون عليهم بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وخصوصيات اختصهم الله ورسوله بها لا يلحقهم فيها لاحق ، وهؤلاء هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (١) وأوجب الصلاة عليهم كما أوجبها على رسوله ، وأوجب لهم سهما من الخمس (٢) كما أوجب مودتهم على كل مسلم كأجر للرسالة المحمدية (٣) ، فهم أولوا الامر الذين أمر بطاعتهم (٤) وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ويعلمون المتشابه منه والمحكم (٥) ، وهم أهل الذكر الذين قرنهم رسول الله بالقرآن في حديث الثقلين وأوجب التمسك بهما (٦) ، وجعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (٧) ، والصحابة يعرفون قدر أهل البيت ويعظمونهم ويحترمونهم ، والشيعة يقتدون بهم ويقدمونهم على كل الصحابة ، ولهم في ذلك أدلة من النصوص الصريحة.
أما أهل السنة والجماعة فإنهم مع احترامهم لاهل البيت وتعظيمهم وتفضيلهم إلا أنهم لا يعترفون بهذا التقسيم للصحابة ولا يعدون المنافقين في الصحابة ، بل الصحابة في نظرهم خير الخلق بعد رسول الله. وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للاسلام والبلاء الحسن فيه فيفضلون الخلفاء الراشدين بالدرجة الاولى ثم الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة على ما يروونه. ولذلك تراهم عندما يصلون على النبي وأهل بيته يلحقون بهم الصحابة أجمعين بدون استثناء.
__________________
( ١ ) سورة الاحزاب : آية ٣٣.
( ٢ ) سورة الانفال : آية ٤١.
( ٣ ) سورة الشورى : آية ٢٣.
( ٤ ) سورة النساء : آية ٥٩.
( ٥ ) سورة آل عمران : آية ٧.
( ٦ ) حديث الثقلين ، ومن مصادره ؛ كنز العمال ج ١ ص ٤٤ ، مسند أحمد ج ٥ ص ١٨٢.
( ٧ ) حديث السفينة ؛ المستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٥١ تلخيص الذهبي ، الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٨٤ و ٢٣٤.