غير متبوع ، وآخرها سرية أسامة التي كان فيها مأمورا تحت قيادة الشاب أسامة بن زيد.
فأين دعوى البطولات والشجاعة من هذه الحقائق ... يا أولي العقول؟ ونسمع عن تقوى عمر بن الخطاب ومخافته وبكائه من خشية الله الشيء الكثير ، حتى قيل إنه كان يخاف أن يحاسبه الله لو عثرت بغلة في العراق لانه لم يعبد لها الطريق ، ولكن التاريخ الثابت الصحيح يحدثنا بأنه كان فظا غليظا لا يتورع ولا يخاف فيضرب من يسأله عن آية من كتاب الله حتى يدميه بدون ذنب اقترفه ، بل وتسقط المرأة حملها لمجرد رؤيته هيبة ومخافة منه ، ولماذا لم يتورع مخافة من الله عندما سل سيفه وهدد كل من يقول بأن محمدا قد مات وأقسم بالله أنه لم يمت وإنما ذهب يناجي ربه كما فعل موسى بن عمران وتوعد من يقول بموته بضرب عنقه (١). ولماذا لم يتورع ولم يخش الله سبحانه في تهديد حرق بيت فاطمة الزهراء بالنار إن لم يخرج المتخلفون فيه للبيعة (٢) وقيل له إن فيها فاطمة فقال : وإن ؛ وتجرأ على كتاب الله وسنة رسوله فحكم في خلافته بأحكام تخالف النصوص القرآنية والسنة النبوية الشريفة (٣).
فأين هذا الورع والتقوى من هذه الحقائق المرّة المؤلمة يا عباالله الصالحين؟
وإنما أخذت هذا الصحابي الكبير الشهير كمثل واختصرت كثيرا لعدم الاطالة ولو شئت الدخول في التفاصيل لملات كتبا عديدة ، ولكن كما قلت : إنما أذكر هذه الموارد على سبيل المثال لا الحصر. والذي ذكرته هو نزر يسير يعطينا دلالة واضحة على نفسيات الصحابة وموقف العلماء من أهل السنة المتناقض ، فبينما يمنعون على الناس نقدهم والشك فيهم ، يروون في كتبهم ما يبعث على الشك والطعن فيهم ، وليت علماء السنة والجماعة لم يذكروا مثل هذه الاشياء الصريحة التي تمس كرامة الصحابة وتخدش في عدالتهم إذن لاراحونا من عناء الارتباك.
__________________
( ١ ) تاريخ الطبري ـ وتاريخ ابن الاثير.
( ٢ ) الامامة والسياسة ابن قتيبة.
( ٣ ) راجع النص والاجتهاد ، عبدالحسين شرف الدين ، فقد أحصى كثيرا من الموارد التي اجتهد فيها عمر مقابل النصوص ، مع ذكر المصادر المقبولة لدى الفرق الاسلامية كافة.