ويكاد يخرج سرعة من ظله |
|
لو كان يرغب في فراق رفيق |
وقول الفرزدق في علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
يكاد يمسكه عرفان راحته |
|
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم |
وقول أبي صخر :
تكاد يدي تندي إذا ما لمستها |
|
وينبت في أطرافها الورق النّضر |
ومن الغلو الحسن المقبول لدخول أداة الامتناع «لو» عليه قول البحتري في مدح الخليفة المتوكل :
ولو أن مشتاقا تكلّف فوق ما |
|
في وسعه لسعى إليه المنبر |
فسعى المنبر إلى الخليفة الممدوح تعبيرا عن اشتياقه له عند ما يعلوه ليخطب في الناس إفراط في الغلو قرّبه إلى الصحة والقبول لفظة «لو».
ومن هذا الضرب من الغلو المقبول قول أبي الطيب في ممدوحه :
لو تعقل الشجر التي قابلتها |
|
مدت محيّيه إليك الأغصنا |
فمد الأشجار أغصانها تحية للممدوح عند مروره بها أمر مستحيل لامتناعه عقلا وعادة ، لكن الذي حسّن هذا الغلو وجعله مقبولا هو دخول «لو» التي أفادت امتناع وقوع هذا الأمر المستحيل لامتناع أن تعقل الأشجار.
والمتنبي كما يقول ابن رشيق من أكثر الشعراء ولعا بالغلو وأبعدهم فيه همة ، حتى لو قدر ما أخلى منه بيتا واحدا. ومما جاء عنده أيضا من هذا الغلو المقبول لدخول «لو» عليه ، قوله مخاطبا طللا :
لو كنت تنطق قلت معتذرا |
|
بي غير ما بك أيها الرجل |