ومثال ما جاء منه للمبالغة قول زهير بن أبي سلمى :
من يلق يوما على علاته هرما |
|
يلق السماحة منه والندى طرقا |
فقوله : «على علاته» تتميم للمبالغة.
ومن أبلغ ما ورد من التتميم للمبالغة قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) فقوله : (عَلى حُبِّهِ) تتميم للمبالغة التي تعجز عنها قدرة المخلوقين.
٢ ـ والتتميم اللفظي : يقصد به التتميم الذي يؤتى به لإقامة الوزن ، بحيث أنه لو طرحت الكلمة استقل معنى البيت بدونها. وهذا النوع على ضربين أيضا : كلمة لا يفيد مجيئها إلا إقامة الوزن ، وأخرى تفيد مع إقامة الوزن ضربا من المحاسن ، فالأولى من العيوب ، والثانية من النعوت والمحاسن.
والتتميم في الألفاظ الذي يفيد مع إقامة الوزن ضربا من البديع هو المراد هنا ، ومثاله قول المتنبي :
وخفوق قلب لو رأيت لهيبه |
|
يا جنتي لظننت فيه جهنما |
فإنه جاء بقوله : «يا جنتي» لإقامة الوزن ، ولكنها في الوقت ذاته أفادت تتميم المطابقة بين «الجنة» و «جهنم».
* * *
لقد ذكرنا فيما سبق أن قدامة هو أول من أطلق اسم «التتميم» على هذا النوع من البديع المعنوي ، وأن أبا هلال العسكري استحسن هذه التسمية فاعتمدها وأضاف إليها «التكميل».
وقد جارى بعض البلاغيين أبا هلال في تسميته لهذا الفن البديعي ،