يا خاطب الدنيا الدنيّ |
|
ة إنها شرك الردى |
دار متى ما أضحكت |
|
في يومها أبكت غدا |
وقد ظهر «التشريع» قبل كلام الحريري في كلام العرب المتقدمين ، من نحو القائل :
وإذا الرياح مع العشي تناوحت |
|
هوج الرمال بكثبهن شمالا |
ألفيتنا نقري العبيط لضيفنا |
|
قبل القتال ونقتل الأبطالا (١) |
فالبيتان من وزن الكامل التام كذلك والقافية اللام ، وبإسقاط تفعيلتين ينتقل البيتان إلى وزن آخر هو مجزوء الكامل وإلى قافية أخرى هي اللام أيضا هكذا :
وإذا الرياح مع العشي |
|
تناوحت هوج الرمال |
ألفيتنا نقري العبي |
|
ط لضيفنا قبل القتال |
ولا شك أن هذا النوع لا يأتي إلا بتكلف زائد وتعسف ، وحسنه منوط بما فيه من الصناعة لا بما فيه من البلاغة والبراعة. ومن ثم لا يحسن إلا إذا كان يسيرا ؛ كالرقم في الثوب أو الشية في الجلد كما يقول ابن الأثير.
وأوسع البحور في هذا النوع «الرجز» الذي يتألف من «مستفعلن» ست مرات ، فإنه قد وقع مستعملا «تاما» و «مجزوءا» و «مشطورا» و «منهوكا» ، فيمكن أن يعمل للبيت منه أربع قواف.
__________________
(١) العبيط : الذبح ، ويقال : اعتبط الإبل والغنم إذا ذبحها لغير داء ، ونقري العبيط لضيفنا : أي نحسن إلى ضيفنا ونقدم له من طعامنا خير ما نذبح من إبلنا أو غنمنا المبرأة من الأدواء.