٦ ـ عز الدين الموصلي (١) :
المتوفى سنة ٧٨٩ للهجرة.
هو عز الدين علي بن الحسين الموصلي الشاعر المشهور ، نزل دمشق وأقام بحلب مدة ، وبرع في النظم ، وجمع ديوان شعره في مجلد واحد.
وللموصلي بديعية مشهورة مطلعها :
براعة تستهل الدمع في العلم |
|
عبارة عن نداء المفرد العلم |
وهي قصيدة نبوية في مائة وخمسة وأربعين بيتا ، عارض بها بديعية الصفي الحلي ، وزاد عليه الالتزام بأن يودع كل بيت اسم النوع البديعي بطريق التورية أو الاستخدام. مثال ذلك كلمة «براعة تستهل» في مطلع بديعيته السابق الذكر ، فإنها تشير إلى «براعة الاستهلال» ، أحد المحسنات البديعية.
وكأني بالموصلي أراد بذلك أن يظهر تفوقه على صفي الدين الذي لم يلتزم بإدخال أسماء المحسنات البديعية في نسيج الأبيات اكتفاء بالتعريف بها بالأمثلة من ناحية ، وبذكر أسمائها أمام الأبيات أو بحذائها من ناحية أخرى.
وقد علق ابن حجة الحموي على بديعية الموصلي بقوله : «للشيخ عز الدين الموصلي قصيدة بديعية التزم فيها بتسمية النوع البديعي وورّى بها من جنس الغزل ليتميز بذلك على الشيخ صفي الدين الحلي ، لأنه ما التزم في بديعيته بحمل هذا العبء الثقيل .... وربما رضي في الغالب بتسمية
__________________
(١) ترجمته في الدرر الكامنة ج ٣ ص : ١١٢.