ذوات الأربع. وقال الخليل بن أحمد : طابقت بين الشيئين ، إذا جمعت بينهما على حد واحد.
وليس بين التسمية اللغوية والتسمية الاصطلاحية أدنى مناسبة ، ذلك لأن المطابقة أو الطباق في اصطلاح رجال البديع هي : الجمع بين الضدين أو بين الشيء وضده في كلام أو بيت شعر. كالجمع بين اسمين متضادين من مثل : النهار والليل ، والبياض والسواد ، والحسن والقبح ، والشجاعة والجبن ، وكالجمع بين فعلين متضادين مثل : يظهر ويبطن ، ويسعد ويشقى ، ويعز ويذل ، ويحيي ويميت. وكذلك كالجمع بين حرفين متضادين ، نحو قوله تعالى : (لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ،) فالجمع بين حرفي الجر «اللام وعلى» مطابقة ، لأن في «اللام» معنى المنفعة وفي «على» معنى المضرة ، وهما متضادان ، ومثله قول الشاعر :
على أنني راض بأن أحمل الهوى |
|
وأخلص منه لا علي ولا ليا |
وقد تكون المطابقة بالجمع بين نوعين مختلفين كقوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) فإن أحد المتضادين اسم وهو «ميتا» والآخر فعل وهو «أحييناه».
وقال زكي الدين بن أبي الأصبع المصري : المطابقة ضربان : ضرب يأتي بألفاظ الحقيقة. وضرب يأتي بألفاظ المجاز.
١ ـ فالضرب الذي يأتي بألفاظ الحقيقة هو ما يسمى المطابقة أو الطباق ، ومن أمثلته قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ، وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا ،) وقوله تعالى أيضا : (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ ، وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ ، وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ، وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ ،) وقوله : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ.).