وقول المعري :
يا دهر يا منجز إيعاده |
|
ومخلف المأمول من وعده |
ومن مليح هذه المقابلة وخفيها قول العباس بن الأحنف :
اليوم مثل الحول حتى أرى |
|
وجهك والساعة كالشهر |
فقد قابل اليوم بالساعة ، والحول بالشهر ، لأن الساعة من اليوم كالشهر من الحول جزء من اثني عشر جزءا.
٢ ـ مقابلة ثلاثة بثلاثة : نحو قوله تعالى : (يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) وقول علي بن أبي طالب لعثمان بن عفان : «إن الحق ثقيل وبيّ ، والباطل خفيف مريّ».
ومن أمثلتها شعرا قول أبي دلامة :
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا |
|
وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل |
٣ ـ مقابلة أربعة بأربعة : نحو قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى). وقوله : (اسْتَغْنى) مقابل لقوله : (اتَّقى) لأن معناه زهد فيما عنده واستغنى بشهوات الدنيا عن نعيم الآخرة ، وذلك يتضمن عدم التقوى.
ومن مقابلة أربعة بأربعة أيضا قول أبي بكر الصديق في وصيته عند الموت : «هذا ما أوصى به أبو بكر عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها» ، فقابل : أوّلا بآخر ، والدنيا بالآخرة ، وخارجا بداخل ، ومنها بفيها.
ومنه شعرا قول أبي تمام :