قال أبو الفرج (١) : وأنا يحيى بن علي ، أنشدني محمّد بن إدريس ليحيى (٢) يذكر خروج يزيد بن المهلب ويتأسّف على الحجّاج :
لا يصلح الناس إلّا السيف إذ فتنوا |
|
لهفي عليك ولا حجّاج للدين |
لو كان حيّا (٣) غداة الأزد إذ نكثوا |
|
لم يحص قتلاهم حسّاب ديرين |
أنبأنا أبو محمّد بن صابر ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن بقاء الورّاق ـ إجازة ـ أنا أبو القاسم يحيى بن علي بن محمّد الطحّان ، أنا الحسن بن رشيق ، نا يموت بن المزرّع ، نا أبو مسلم ـ يعني ـ عبد الله بن مسلم ، حدّثني أبي قال : أنكح يحيى بن أبي حفصة إلى طلبة بن قيس بن عاصم المنقري (٤) ، فأعظم العرب ذلك وحط عندها من طلبة ، فقال في ذلك عصام الرمّاني (٥) :
يا ليت يحيى إن أتاك تكرّما |
|
بطلبة إذ أعطى من المال عاليا |
فلم أر أقواما أحقّ بخزية (٦) |
|
وألأم مكسوّا وألأم كاسيا |
من الحرّق اللائي جعلن عليكم |
|
بحجر فكنّ المحدثات البواقيا (٧) |
فنوديتم (٨) خيلا عتاقا فأصبحت |
|
براذين لا ينكحن إلّا المواليا |
٨٢٢٦ ـ يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم
ابن أبي العاص الأموي (٩)
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، أنا الزبير بن بكّار
__________________
(١) الأغاني ١٠ / ٧٦.
(٢) يعني يحيى بن أبي حفصة.
(٣) الأصل : حياة ، والمثبت عن «ز» ، وم ، والأغاني.
(٤) الخبر والشعر في الأغاني ١٠ / ٧٥ وفيها أن يحيى خطب إلى مقاتل بن طلبة ابنته وأختيه.
(٥) نسبت الأبيات في الأغاني إلى القلاح بن حزن المنقري.
(٦) الأغاني : فلم أر أبرادا أجرّ لخزية.
(٧) روايته في الأغاني :
من الخز واللائي بحجر عليكم |
|
نشرن فكن المخزيات البواقيا |
(٨) في م و «ز» : فبرذنتم.
ورواية البيت في الأغاني :
أضيعتموا خيلا عرابا فأصبحت |
|
كواسد لا ينكحن إلّا المواليا |
(٩) جمهرة أنساب العرب ص ٩١ ونسب قريش للمصعب ص ١٦٦.