الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين من الدجّال؟ فقال عليهالسلام : ألا إنّ الدجّال صائد بن صيد ، فالشقيّ من صدّقه والسعيد من كذّبه ، يخرج من بلدة يقال لها أصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة والاخرى في جبهته تضيء كأنّها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنّها ممزوجة بالدم ، بين عينيه مكتوب : كافر يقرأه كاتب وأمّي ، يخوض البحار وتسير معه الشمس بين جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنّه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر ، خطوة حماره ميل ، تطوى له الأرض منهلا منهلا ، لا يمرّ بماء إلّا غار إلى يوم القيامة ، ينادي بأعلى صوته ، يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول إليّ أوليائي ، أنا الذي خلق فسوّى وقدّر فهدى أنا ربّكم الأعلى وكذب عدوّ الله ، إنّه أعور ويطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإنّ ربكم ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. ألا وإنّ أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عزوجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يدي من يصلّي المسيح عيسى ابن مريم خلفه ، ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى ، قلنا : وما ذلك يا أمير المؤمنين؟
قال : خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصا موسى ، تضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فيطبع فيه : هذا مؤمن حقّا وتضعه على وجه كلّ كافر فيكتب فيه : هذا كافر حقّا ، حتّى إنّ المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وإنّ الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن ، وددت أنّي اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عزوجل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. ثمّ قال عليهالسلام : لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فإنّه عهد إليّ حبيبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا أخبر به غير عترتي ، فقال النزال بن سبرة لصعصعة : ما عنى أمير المؤمنين عليهالسلام بهذا القول؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إنّ الذي يصلّي خلفه عيسى ابن مريم هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي عليهماالسلام وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهّر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا ، فأخبر أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ حبيبه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمّة. وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يتبع الدجّال من أمّتي