الريحان الرابع
في الحديث المروي عن مفضل بن عمر عن الصادق عليهالسلام ووقائع زمان الظهور والرجعة ، عن المفضل بن عمر سألت سيدي الصادق عليهالسلام : هل للمأمول المنتظر المهدي عليهالسلام من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال : حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ، قلت : يا سيدي ولم ذلك؟
قال : لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (١) الآية ، وهو الساعة التي قال الله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) (٢) وقال (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (٣) ولم يقل إنّها عند أحد وقال (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها) (٤) الآية وقال (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (٥) وقال (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (٦) قلت : فما معنى يمارون؟ قال : يقولون متى ولد؟ ومن رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكل ذلك استعجالا لأمر الله وشكّا في قضائه ودخولا في قدرته أولئك الذين خسروا الدنيا وإنّ للكافرين لشر مآب ، قلت : أفلا يوقّت له وقت؟ فقال : يا مفضل لا اوقت له وقتا ولا يوقّت له وقت ، إنّ من وقّت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه وادّعى أنّه ظهر على سرّه وما لله من سرّ إلّا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله الراغب عن أولياء الله وما لله من خبر إلّا وهم أخصّ به لستره وهو عندهم ، وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم.
قال المفضل : يا مولاي فكيف بدء ظهور محمّد المهدي وإليه التسليم؟ قال : يا مفضل
__________________
(١) سورة الاعراف : ١٨٧.
(٢) سورة النازعات : ٤٢.
(٣) سورة الزخرف : ٨٥.
(٤) سورة محمد : ١٨.
(٥) سورة القمر : ١.
(٦) سورة الشورى : ١٧ ـ ١٨.