بسم الله الرّحمن الرّحيم
الغصن السادس
من ادّعى رؤيته (عج) في زمان غيبته الكبرى
الحكاية الأولى : في كشف الغمّة عن السيّد باقي بن عطوة العلوي الحسيني أن أباه عطوة كان به أدرة (١) وكان زيدي المذهب ، وكان ينكر على بنيه الميل إلى مذهب الإمامية ويقول لا اصدقكم ولا أقول بمذهبكم حتّى يجيء صاحبكم ، يعني المهدي (عج) فيبرئني من هذا المرض. وتكرّر هذا القول منه فبينا نحن مجتمعون عند وقت العشاء الآخرة إذا أبونا يصيح ويستغيث بنا ، فأتيناه سراعا فقال : الحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي فخرجنا فلم نر أحدا فعدنا إليه وسألناه فقال : إنّه دخل إليّ شخص وقال : يا عطوة ، فقلت : من أنت؟ فقال عليهالسلام : أنا صاحب بنيك قد جئت لابرئك ممّا بك ، ثمّ مدّ يده فعصر قروتي (٢) ومشى ومددت يدي فلم أر لها أثرا. قال لي ولده : وبقي مثل الغزال ليس به قلبة ، واشتهرت هذه القصّة وسألت عنها غير ابنه فأقرّ بها (٣).
الحكاية الثانية : وفيه حكى لي شمس الدين إسماعيل بن حسن الهرقلي أنه حكى لي والدي أنه خرج في الهرقل وهو شاب على فخذه الأيسر توثة (٤) مقدار قبضة الإنسان ، وكانت في كلّ ربيع تشقّق ويخرج منها دم وقيح ويقطعه ألمها عن كثير من أشغاله ، وكان مقيما بهرقل فحضر الحلّة يوما ودخل إلى مجلس السعيد رضي الدين علي بن طاوس رحمهالله وشكا إليه ما يجده منها وقال : اريد أن اداويها ، فأحضر له أطبّاء الحلّة وأراهم الموضع ، فقالوا : هذه التوثة فوق العرق الأكحل وعلاجها خطر ومتى قطعت خيف أن ينقطع العرق
__________________
(١) الأدرة : الفتق في الخصيتين وقيل انتفاخهما (تاج العروس : ٣ / ١٠).
(٢) في لسان العرب : (١٠ / ٣٥٠) القروة : أن يعظم جلد البيضتين لريح فيه أو ماء والرجل قرواني.
(٣) كشف الغمّة : ٣ / ٣٠١ ط دار الأضواء بيروت.
(٤) الخرم في الوجه أو البدن.