الثمرة الثانية
في الأحاديث الدالّة على أنّ الرجعة قد وقعت في الامم السالفة وأن كلّ ما وقع في الامم السابقة يقع مثله في هذه الامّة حذو النعل بالنعل والقذة (١) بالقذة.
الخبر الأوّل : في الدمعة عن الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ عيسى ابن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريا وكان سأل ربّه أن يحييه له فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر فقال له : ما تريد منّي؟ فقال له : اريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا ، فقال له : يا عيسى ما سكنت عنّي حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا وتعود عليّ مرارة الموت؟ فتركه فعاد إلى قبره (٢).
الخبر الثاني : في البحار أنّ فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبّدين ، وكانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل أنّهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا فمرّوا بقبر على ظهر الطريق قد سفى عليه السافي ليس يتبيّن منه إلّا رسمه فقالوا : لو دعونا الله عزوجل وكان الساعة لينشر لنا صاحب هذا القبر فسألناه كيف وجد طعم الموت ، فدعوا الله عزوجل وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به : أنت إلهنا يا ربّنا ليس لنا إله غيرك والبديع الدائم غير الغافل والحي الذي لا يموت ، لك في كلّ يوم شأن ، تعلم كلّ شيء بغير تعليم ، انشر لنا هذا الميّت بقدرتك ، قال : فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس واللحية ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره إلى السماء فقال لهم : ما يوقفكم على قبري؟ فقالوا : دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت؟ فقال لهم : لقد سكنت في قبري تسعة وتسعين سنة ما ذهب عنّي ألم الموت وكربه ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي ، فقالوا له : متّ يوم متّ وأنت على ما نرى ، أبيض الرأس واللحية؟ قال : لا ، ولكن لما سمعت الصيحة : اخرج ، اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فنفثت فيه فخرجت فزعا شاخصا بصري مهطعا إلى صوت الداعي
__________________
(١) القذة : ريش السهم (غريب الحديث : ١ / ٢٦٦).
(٢) الكافي : ٣ / ٢٦٠ ح ٣٧.