الأخبار ، ومن جملة هذه الأحاديث محتومة ومنها متشرطة والله أعلم بما يكون (١).
في عمدة ابن بطريق عن تفسير الثعلبي في تفسير قوله : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) (٢) وذكر فتنة الدجّال قالوا : يا رسول الله فكيف نصلّي في تلك الأيّام القصار؟
قال : تقدرون فيها كما تقدرون في هذه الأيّام الطوال ثمّ تصلّون وإنّه لا يبقى شيء في الأرض إلّا وطئه وغلب عليه إلّا مكّة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلّا لقيه ملك مصلت بالسيف حتّى ينزل الطريب الأحمر عند مجتمع السيول عند منقطع السبخة ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق فيها ولا منافقة إلّا خرج ، فتنقّى المدينة يومئذ الخبث كما ينقّي الكير خبث الحديد ، يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص ، قال الشريك : يا رسول الله : أين الناس يومئذ؟
قال : ببيت المقدس يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح فيقال صلّ الصبح فإذا كبّر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم عليهالسلام فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فرجع يمشي القهقرى فيتقدّم عيسى فيضع يديه بين كتفيه ويقول : صلّ فإنّما أقيمت لك الصلاة فيصلّي عيسى وراءه ثمّ يقول : افتحوا الباب فيفتحون الباب (٣).
في مكارم الأخلاق من جملة وصايا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لابن مسعود : يا ابن مسعود الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، فمن أدرك ذلك الزمان ممّن يظهر من أعقابكم فلا يسلّم عليهم في ناديهم ولا يشيّع جنائزهم ولا يعود مرضاهم فإنّهم يستنّون بسنّتكم ويظهرون بدعواكم ويخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملّتكم ، أولئك ليسوا منّي ولست منهم إلى أن يقول : يا بن مسعود يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض على الجمر بكفّه ، فإن كان في ذلك الزمان ذئبا وإلّا أكلته الذئاب. يا ابن مسعود علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ألا إنّهم أشرار خلق الله ، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبّهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنّم صمّ بكم عمي فهم لا
__________________
(١) كشف الغمّة : ٣ / ٢٥٥ وروضة الواعظين : ٢٦٣.
(٢) سورة غافر : ٥١.
(٣) العمدة : ٤٢٨ ح ٨٩٧ ما جاء في المهدي في الصحاح الستّة.