بالقسط ، قال الله تعالى : (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) (١) يا ابن مسعود يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم يقول الله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى وَلَسَوْفَ يَرْضى) (٢). إلى هنا محلّ الحاجة في نفس الرحمن عن الكشي (٣).
وفي الاحتجاج عن أبي عبد الله عليهالسلام باختلاف يسير قال : خطب الناس سلمان الفارسي رحمهالله بعد أن دفن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بثلاثة أيّام فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي إذ أنا مذك لنار الكفر ، أهل لها نصيبا وأوتيت لها رزقا حتّى ألقى الله عزوجل في قلبي حبّ تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا مال يقوّيني وكان من شأني ما قد كان حتّى أتيت محمّدا فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها فأنقذني به من النار فنلت من الدنيا على المعرفة التي دخلت بها الإسلام ، ألا أيّها الناس اسمعوا من حديثي ثمّ اعقلوه عنّي فقد اوتيت العلم كثيرا ولو أخبرتكم بكلّ ما أعلم لقالت طائفة : إنّه لمجنون وقالت طائفة اخرى : اللهمّ اغفر لقاتل سلمان ، ألا إنّ لكم منايا تتبعها بلايا وإنّ عند علي علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنت وصيّي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى ، ولكنّكم أصبتم سنّة الأوّلين وأخطأتم سبيلكم والذي نفس سلمان بيده لتركبنّ طبقا عن طبق سنّة بني إسرائيل حذو القذة بالقذة ، أما والله لو وليتموها عليّا لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم ولو دعوتم الطير في جوّ السماء لأجابتكم ولو دعوتم الحيتان في البحار لأتتكم ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء فأنذرتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء ، أما والله لو أنّي أدفع ضيما أو أعزّ لله دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثمّ لضربت به قدما قدما ألا إنّي أحدّثكم بما تعلمون وما لا تعلمون فخذوها من سنة سبعين بما فيها ، ألا إنّ لبني أميّة في بني هاشم نطحات ، ألا إنّ بني اميّة كناقة الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درّها ، ألا إنّه حقّ
__________________
(١) سورة النساء : ١٣٥.
(٢) سورة الليل : ١٩ ـ ٢٠ ـ ٢١.
(٣) مكارم الأخلاق : ٤٥١ ط. الشريف الرضي قم.