والمعطي أحياء ثمّ قال : رأيت إمام زماني في الطيف وسألني عن بيع البستان فبعته إيّاه واشتراه منّي بمائة تومان وحوّل المبلغ إلى السيّد العالم الفاضل السيّد أسد الله ابن حجّة الإسلام السيّد محمد باقر أعلى الله مقامه ، وهو الذي سعى في جري الماء في النجف الأشرف ، والسيّد المرحوم حينئذ كان مقيما في النجف ، فقمت فزعا متحيّرا في إظهاره إيّاه وكنت احاذر تكذيبه إيّاي فقلت في نفسي : إنّ حالي غير خفي على كلّ أحد وإنّي مأمور معذور فأتيته لاخبره ، فلمّا صرت بالباب وقرعته فإذا به قد صاح من داخل الدار : اصبر اصبر فقد أتيتك ، فتحيّرت في ذلك وقلت : فلعلّه رآني من شقّ الباب فخرج إليّ وأخذ يقبّلني ويقول : قبول قبول ، ثمّ دخل وأخرج هذه الصرّة وأعطاني إيّاها ، وقال : هذا ما حوّل الإمام فأضمره ولا تخبر به أحدا ما عشت أنا والسيّد ، واشتهرت بعد ذلك ببستان الصاحبية.
الحكاية الثالثة والعشرون : في جنّة المأوى : قال آية الله العلّامة الحلّي رحمهالله في آخر منهاج الصلاح في الدعاء المعروف وهو دعاء العبرات وهو روي عن الصادق عليهالسلام جعفر بن محمد ، وله من جهة السيّد السعيد محمد بن محمد بن محمد الآوي رحمهالله حكاية معروفة بخط بعض الفضلاء في هامش ذلك الموضع :
روى المولى السعيد فخر الدين محمد بن الشيخ الأجلّ جمال الدين عن والده عن جدّه الفقيه يوسف عن السيّد الرضي المذكور أنه كان مأخوذا عند أمير من أمراء السلطان جرماغون مدّة طويلة مع شدّة وضيق فرأى في نومه الخلف الصالح المنتظر عليهالسلام ، فبكى وقال : يا مولاي اشفع في خلاصي من هؤلاء الظلمة. فقال عليهالسلام : ادع بدعاء العبرات. فقال : وما دعاء العبرات؟ فقال عليهالسلام : إنّه في مصباحك. فقال : يا مولاي ما في مصباحي. فقال عليهالسلام : انظر تجده ، فانتبه من منامه وصلّى الصبح وفتح المصباح فلقى ورقة مكتوب فيها هذا الدعاء بين أوراق الكتاب فدعا أربعين مرّة.
وكانت لهذا الأمير امرأتان إحداهما عاقلة مدبّرة في امورها وهو كثير الاعتماد عليها فجاء في نوبتها فقالت له : أخذت أحدا من أولاد أمير المؤمنين علي عليهالسلام؟ فقال لها : لم تسألين عن ذلك؟ فقالت : رأيت شخصا وكان نور الشمس يتلألأ من وجهه فأخذ بحلقي بين إصبعيه ثمّ قال : أرى بعلك أخذ ولدي ويضيّق عليه من المطعم والمشرب. فقلت له : يا سيدي من أنت؟ قال : أنا علي بن أبي طالب ، قولي له إن لم يخل عنه لأخربنّ بيته. فشاع هذا