الحكاية الحادية والثلاثون : وفيه عن تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمد ابن الحسن القمي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين من مصنّفات أبي جعفر محمد بن بابويه القمّي ما لفظه بالعربية : باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي عليه صلوات الله الرحمن وعلى آبائه المغفرة ، سبب بناء المسجد المقدّس في جمكران بأمر الإمام عليهالسلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال : كنت ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة نائما في بيتي ، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني فقالوا : قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان (عج) فانّه يدعوك قال : فقمت وتعبّأت وتهيّأت فقلت : دعوني حتّى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب هو : ما كان قميصك؟ فتركته فأخذت سراويلي فنودي : ليس ذلك منك فخذ سراويلك ، فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي : الباب مفتوح ، فلمّا جئت إلى الباب رأيت قوما من الأكابر فسلّمت عليهم فردّوا ورحّبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلمّا أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فرش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متّكئا عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستّين رجلا يصلّون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر وكان ذلك الشيخ هو الخضر فأجلسني ذلك الشيخ ودعاني الإمام باسمي وقال : اذهب إلى حسن بن مسلم وقل له : إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضا على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك ردّ ما انتفعت به من غلّات هذه الأرض ليبنى فيها مسجد ، وقل لحسن بن مسلم إنّ هذه أرض شريفة قد اختارها الله تعالى على غيرها من الأراضي وشرّفها وأنت أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابّين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر.
قال حسن بن مثلة : يا سيدي لا بدّ لي في ذلك من علامة فإنّ القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجّة عليه ولا يصدّقون قولي ، قال : إنّا سنعلم هناك فاذهب وبلّغ رسالتنا واذهب إلى السيّد أبي الحسن وقل له يجيء ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه