الرضا ينتظرك من سحر ، أنت من جمكران؟
قلت : نعم ، فدخلت عليه الساعة وسلّمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكّن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدّثه وقال : يا حسن بن مثلة إنّي كنت نائما فرأيت شخصا يقول لي : إنّ رجلا من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإنّ قوله قولنا فلا تردنّ عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت أنتظرك الآن فقصّ عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحا فأمر بالخيول لتسرج وتخرج فركبوا ، فلمّا قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطرق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عاديا إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أنّي ما رأيت هذا المعز قط ولم يكن في قطيعي إلّا أنّي رأيته وكلّما أريد أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم ، فأتوا بالمعز كما أمر به السيّد إلى ذلك الموضع وذبحوه وجاء السيّد أبو الحسن الرضا رضى الله عنه إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلّات وجاءوا بغلّات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيّد أبو الحسن الرضا (رض) بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والأعلّاء ويمسّون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلا ويصحون.
قال أبو الحسن محمد بن حيدر : سمعت بالاستفاضة أنّ السيّد أبا الحسن الرضا كان في المحلّة المدعوة بالموسويان من بلدة قم ، فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يرها. انتهت حكاية بناء هذا المسجد الشريف المشتملة على المعجزات الباهرة والآثار الظاهرة التي منها وجود مثل بقرة بني إسرائيل في معز من معزى هذه الامّة.
قال مؤلّف كتاب جنّة المأوى الحاج ميرزا حسين النوري طاب ثراه : لا يخفى أنّ مؤلّف تاريخ قم هو الشيخ الفاضل حسن بن محمد القمي وهو من معاصري الصدوق رضوان الله عليه ، روى في ذلك الكتاب عن أخيه حسين بن علي بن بابويه رضى الله عنه وأصل الكتاب على اللغة العربية ، ولكن في السنة الخامسة والستّين بعد ثمانمائة نقله إلى الفارسية حسن بن علي بن حسن بن عبد الملك بأمر الخاجا فخر الدين إبراهيم بن الوزير الكبير الخاجا عماد الدين محمود بن الصاحب الخاجا شمس الدين محمد بن علي الصفي ، قال العلّامة