واما الشياطين فقصة ابليس وعدم سجوده لادم عليهالسلام والمحاورات التي جرت بينه وبين الله تعالى مذكورة في عدة مواضع من القرآن ، فقد قال بعد ان اخرج من صفوف الملائكة ( لاغوينهم اجمعين * الا عبادك منهم المخلصين ) ، فقال تعالى له : ( لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم اجمعين ) (١).
وغير خفي ان الجزاء والعقاب لا يصح الا للمريد الذي يدرك الحسن والقبح ، ومعنى هذا ان الشياطين لها كامل الادراك والارادة.
وفي آية اخرى نرى ان الله تعالى وصف ابليس بالظن الذي هو من مصاديق الادراك ، فقال : ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين ) (٢).
ويصرح في آية اخرى بأن ابليس يدفع اللوم عن نفسه ، وهذا لا يكون الا ممن يدرك ، وله الارادة التامة ، فيقول تعالى : ( وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ) (٣).
ــــــــــــــــــ
(١) سورة ص : ٨٣ ـ ٨٥.
(٢) سورة سبأ : ٢٠.
(٣) سورة ابراهيم : ٢٢.