ههنا وعندما يحس بهذه الحقيقة يرضخ للتعاون الاجتماعي ، فيتنازل عن بعض منافع جهده لرفع ما يحتاج اليه بنو نوعه كما انه يستفيد من جهة اخرى من جهد غيره لمصالحه الخالصة. وفي الحقيقة يدخل في سوق الاخذ والعطاء الاجتماعي القائم في كل الاعصار والادوار ليأخذ منه ما يحتاج اليه في مسيرته الحياتية ..
ان ما ينتج من الجهد الاجتماعي والعمل المشترك كأنه يختلط بعضه ببعض ، فيأخذ كل واحد من افراد المجتمع حسب وزنه الاجتماعي ، اي بمقدار قيمة العمل الذي يقوم به ، له حصة من تلك النتيجة يصرفها فيما يحتاج اليه من الحاجات المعاشية.
* * *
يتضح مما سبق ان الإنسان بمقتضى طبيعته في طلب مصالحه الشخصية ، يستخدم الاخرين لاستثمارهم فيما يعود اليه بالنفع ، ولا يرضخ للتعاون الاجتماعي الا اذا اضطر اليه اضطراراً.
ان هذه حقيقة تتجلى واضحة في دراسة حياة الاطفال ، فان الطفل يريد الحصول على ما يشتهيه جزافاً وبدون قبول اي توجيه ، ويؤكد طلبه بالبكاء والالحاح لو لم يوفق الى الحصول عليه. وكلما تقدم في السن يقترب الى الحياة