بضرورة رعاية القانون واجتناب التخلف عنه ، وهذا ينافي ما ورد عن ائمة اهل البيت عليهمالسلام في احاديث ان لله تعالى على العباد حجتين ظاهرية وباطنية هما النبي والعقل ، لان العقل ليس له حكم قاطع في موارد تخلف الانسان عن بعض واجباته فكيف يكون حجة عليه؟.
الجواب : العقل العملي يدعو دائما الى ما ينفع والاجتناب عما يضر ، ولكن الانسان المستثمر عندما يرضخ للتعاون الاجتماعي وتبادل الجهد المشترك انما يفعل ذلك اضطراراً ، ومنشأ الاضطرار هو القدرة التي يملكها ويستثمر بها بحرية تامة جهود الاخرين او القوة التي تقع في يد من يضع القوانين. وغير ذلك من الاسباب التي فصلناها قبل هذا. في هذه الحالة لو لم تكن قوانين خاصة تحد من هذه القوة والقدرة ، لا يحكم العقل في نفسه بلزوم اتباع القوانين ، كما لا ينهي عن تخلف الانسان عن القوانين ونقضه لها.
ولكن لو رجعنا الى نظرية الوحي ، وكان منشأ الاضطرار المذكور هو الحكم الالهي ومراقبة الاعمال والعقيدة بالثواب والعقاب والجزاء وانها كلها بيد الله تعالى المنزه عن الغفلة والجهل والعجز. في هذا الوقت لم يكن مكان للعقل حتى يتخلى عن الحكم لعدم احساسه بالاضطرار ، فلا بد ان يتبع العقل الوحي في احكامه.