واما الاية الثانية فانها تدل على ان القرآن اوحى الى النبي بهذا الشكل ، ومنه يعلم ان وحي القرآن كان من طريق التكليم والخطاب الشفوي.
وقال تعالى : ( نزل به الروح الامين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين ) (١).
وقال : ( من كان عدواً لجبريل فانه نزله على قلبك ) (٢).
يستفاد من هذه الايات ان القرآن كله او بعضاً منه انزل بواسطة ملك الوحي جبرائيل وروح الامين ( وهو القسم الثالث من التكليم ) كما يستفاد منها ان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتلقى الوحي من ذلك الملك بأعماق وجوده (٣). لا باذنه فقط.
وقال تعالى : ( فأوحى الى عبده ما أوحى * ما كذب الفؤاد ما رأى * افتمارونه على ما يرى ) (٤).
ــــــــــــــــــ
(١) سورة الشعراء : ١٩٣ ـ ١٩٥.
(٢) سورة البقرة : ٩٧.
(٣) بدليل ان الايتين قد صرحتا بتنزيل القرآن على قلب الرسول ، وفي عرف القرآن يراد من القلب النفس ، كما نرى في عدة من الايات نسبت الادراك والشعور والمعصية الى القلب وهي من النفس.
(٤) سورة النجم : ١٠ ـ ١٢.