بأحاديث اسباب النزول ، فنقلوا احاديث كثيرة من هذا القبيل.
هذه الاحاديث من طرق اهل السنة كثيرة جدا ربما تبلغ عدة الاف حديثا ، واما من طريق الشيعة فهي قليلة وربما لا تبلغ الا عدة مئات. ويلاحظ ان كل هذه الاحاديث ليست مسندة وصحيحة ، بل فيها المرسل الضعيف ايضا ، والنظر والتأمل فيها يدعو الإنسان الى الشك فيها ، لانها :
اولاً ـ سياق كثير منها يدل على ان الراوي لا ينقل السبب من طريق المشافهة والتحمل والحفظ ، بل ينقل قصة ما ثم يحمل الآيات عليها حملاً ويربطها ربطاً ، وفي الحقيقة سبب النزول الذي يذكره انما هو سبب اجتهادي نظري وليس بسبب شاهده بالعيان وضبطه بحدوده الدقيقة.
والشاهد على ما نقول التناقض الكثير في هذه الاحاديث ، ونعني به ان الآية الواحدة يذكر فيها عدة احاديث في اسباب النزول يناقض بعضها بعضا ولا يمكن جمعها بشكل من الاشكال ، حتى في بعض الآيات يذكر عن شخص واحد ـ كابن عباس مثلاً ـ اسباباً للنزول لا يمكن الجمع بينها.
ان ورود هذه الاحاديث المتناقضة المتهافتة لا يمكن حمله الا على احد محملين : اما ان نقول ان اسباب النزول هذه نظرية اجتهادية وليست بنقلية وكان كل محدث يحاول ان