ويقول : انني كلام الله تعالى ، ولو لم تصدقوا فليجتمع الانس والجن للاتيان بمثله ، او ليأتوا بمثل ما اتى به محمد الامي الذي لم يدرس طيلة حياته ولم يقل لهم مثل ما نطق به محمد ، او انظروا في هل تجدون اختلافا في اسلوبي او معارفي او احكامي.
ان هذه الاوصاف والمميزات باقية في القرآن الكريم.
اما الارشاد الى الحق والحقيقة ، ففي القرآن الذي بأيدينا بيان تام للاسرار الكونية بأدق البراهين العقلية ، وهو الملجأ الوحيد لدستور الحياة السعيدة الهانئة ، ويدعو الإنسان بمنتهى الدقة الى الايمان طالبا خيره وحسن مآله.
واما بيان ما يحتاج اليه الإنسان في حياته ، فان القرآن بنظراته الصائبة جعل التوحيد الاساس الاصلي له ، واستنتج بقية المعارف الاعتقادية منه ولم يغفل في هذا عن اصغر نكتة ، ثم استنتج منه الاخلاق الفاضلة وبينها بطرق واضحة جلية ، ثم بين اعمال الإنسان وافعاله الفردية والاجتماعية وذكر وظائفه حسب ما تدل عليه الفطرة الإنسانية ، محيلا التفاصيل الى السنة النبوية.
ومن مجموع الكتاب والسنة نستحصل على الدين الإسلامي بأبعاده البعيدة ، الدين الذي حسب لكل الجهات الفردية والاجتماعية في كل الازمان والعصور حسابها الدقيق