عليه وآله وسلم الفواتح واحدة بعد واحدة وابطل بهذا ما زعموه (١).
وهذا الكلام غير صحيح ايضا ، لان القصة لو صحت تدل على ان اليهود كان لهم محاولة اجابهم النبي عليها في نفس المجلس ، وهي ليست من الاهمية بحيث تستدعي ذكر الآية « المتشابه » والزجر عن اتباعه. هذا مع العلم ان قول اليهود لم يكن فيه فتنة ، لان الدين لو كان حقاً لا يضره تحديد الزمن ـ ونعني به قبوله للنسخ ـ كما نراه في الاديان الحقة التي كانت قبل الإسلام.
ثانياً : لازم هذا القول ان تكون كلمة « التأويل » في الآية بمعنى المدلول خلاف الظاهر ، ويختص هذا المعنى بالآية المتشابهة. وكلا الموضوعين ليسا بصحيح ، فاننا سنذكر في البحث الذي وضعناه لمعرفة التأويل والتنزيل بأن « التأويل » في عرف القرآن ليس من قبيل المعنى والمدلول اللغوي ، كما نذكر بأن جميع الآيات المحكمة والمتشابهة لها تأويل ولا يختص ذلك بالآيات المتشابهة.
ثالثاً : وصفت الآية الكريمة جملة « آيات محكمات » بـ « هن ام الكتاب » ، ومعنى هذا ان الآية المحكمة تشتمل
ــــــــــــــــــ
(١) انظر : تفسير العياشي ١ / ٢٦ ، تفسير القمي اول سورة البقرة ، نور الثقلين ١ / ٢٢.