فاطمة ، فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أم أيمن ، فقال : اجعلي منها قبضة في الطيب ، والباقي فيما يصلح للمرأة من المتاع. فلمّا فرغت من الجهاز وأدخلتها بيتا قال : يا علي ، لا تحدثنّ إلى أهلك شيئا حتّى آتيك ، فأتاهم فإذا فاطمة متعفّفة وعلي قاعد وأم أيمن ، فقال : يا أم أيمن ، آتيني بقدح من ماء ، فأتته به ، فشرب ثمّ مجّ فيه ، ثمّ ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب جبينها وبين قدميها (١) ، وفعل بعليّ مثل ذلك ، ثمّ قال : اللهم أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا (٢).
رواه البزّار ، وفيه : محمّد بن ثابت ، وهو ضعيف ، بل لوائح الوضع ظاهرة عليه ، فإنّ تزويج فاطمة كان في السنة الثانية اتّفاقا ، وبناء المصطفى صلىاللهعليهوآله بحفصة بنت عمر إنّما كان في الثالثة (٣).
وعن ابن عباس قال :
كانت فاطمة تذكر لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلا يذكرها أحد إلّا صدّ عنه ، فيئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ عليا فقال : إنّي ما أراه يحبسها إلّا عليك ، فقال : ما أنا بأحد الرجلين : ما أنا بصاحب دنيا يلتمسها منّي وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء ، وما أنا بالكافر الّذي يترفّق (٤) بها
__________________
(١) في نسخة (ز) : ثدييها.
(٢) مجمع الزوائد ٩ : ٣٣٢ برقم ١٥٢١١.
(٣) قال ابن الأثير الجزري : «تزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآله سنة ثلاثة عند أكثر العلماء» (أسد الغابة ٧ : ٦٨) ومثله في الإصابة والاستيعاب عند ترجمتها.
وحفصة بنت عمر كانت تحت خنيس بن حذامة السهمي ، وكان ممّن شهد بدرا وتوفّي بالمدينة ، فذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عليه ، فلم يردّ عليه ، فغضب عمر ، فعرضها على عثمان ، فقال : ما أريد أن أتزوّج اليوم ، فذكر عمر ذلك عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فتزوّجها سنة ثلاث للهجرة ، وطلّقها تطليقة ثمّ راجعها ، وتوفّيت سنة إحدى وأربعين.
(٤) في نسخة (ز) : يترقّقه ، يعني يتألّفه بها.