وأما الصفات السلبية التي تسمى بصفات «الجلال» فهي ترجع جميعها إلى سلب واحد وهو سلب الإمكان عنه ، فإن سلب الإمكان لازمه ، بل معناه سلب الجسمية والصورة والحركة والسكون والثقل والخفة وما إلى ذلك ، بل سلب كل نقص (٣). ثم إن مرجع سلب الإمكان في الحقيقة إلى وجوب الوجود ، ووجوب الوجود من الصفات
______________________________________________________
الخ» أن القيومية صفة حقيقية لا أمر اعتباري إضافي.
ولعل مراده منها هي الإضافة الإشراقية وهي القيّومية الحقيقية الظلية التي هي فعله تعالى ، لا أمرا منتزعا إضافيا عن ايجاده تعالى للمخلوقات ، وإن صح ذلك أيضا بعد وجود الأشياء بالإضافة الاشراقية ، ومن المعلوم أنها ناشئة عن كمال الذات ومن صفات الفعل ولا تصلح لأن تكون وصفا للذات لأنها متأخرة عن الذات تأخر الفعل عن فاعله وبقية الكلام في محله.
وبالجملة فالصفات الثبوتية الإضافية كالخالقية والرازقية وغيرهما امور اعتبارية انتزاعية عن مقام الفعل بعد فرض تحقق الذات قبله ، لا حقايق عينية فهي خارجة عن الصفات التي يبحث عن عينيتها مع الذات أو زيادتها عليها ، ولا كمال في نفس الإضافة حتى يكون فقدانها في الذات موجبا لنقص الذات ، إذ الكمالات حقايق عينية لا امور اعتبارية انتزاعية ، بل الإضافات المذكورة تنتزع بعد قيّومية المبدأ المتعال لكل الاشياء وهي ليس إلّا بعد تمامية الذات وكماله ، فهذه الإضافات متفرعة على كمال الذات لا أنها موجبة للكمال (١).
(٣) لما عرفت من أنه تعالى صرف الوجود وكماله المعبر عنه بواجب الوجود ، إذ مع فرض كونه واجب الوجود يستحيل أن يكون ممكن الوجود وإلّا
__________________
(١) راجع گوهر مراد للمحقق اللاهيجي : ص ١٧٧ وغيره.