فصل
في آياتِ اللّهِ تعالى وبراهينِه الظّاهرةِ على
أمرِ المؤمنينَ عليهالسلام ، الدّالّة على مكانِه من
اللّهِ عزّ وجلّ واختاصهِ من الكراماتِ بما انَفردَ به ممّن سواه ،
لِلدّعوةِ إِلى طاعتهِ ، والتّمسُّكِ بِولايتهِ ، والاستبصارِ بحقه ،
واليَقِين بامامَتِهِ ، والمَعرِفَةِ بِعصمَتِهِ وكمالِه وظهورِ حُجَتِهِ.
فمن ذلكَ ما ساوى به نبيَّيْنِ من أنبياءِ اللّهِ ورُسلِه وحُجّتينِ له على خلقِه ، ما لا شُبهةَ في صحّتِه ولا ريبَ في صوابه ، قالَ اللّهُ عزّ اسمُه في ذكرِالمسيحِ عيسى بنِ مريَم رُوحِ اللّهِ وكلمتِه ونبيِّه ورسولهِ إلى خليقتِه ، وقدذكرَ قصتةَ والدتِه في حَمْلِها له ووضعِها إِيّاه والأعجوبة في ذلك ( قَالَتْ أنّى يَكُوْن ليْ غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنيْ بَشَر وَلَمْ أكُ بغِيّاً * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُكِ هُوَ عَلًيَّ هَينٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيةًَ لِلنّاسِ وَرَحْمةً مِنَّا وكَانَ أمْراً مَقْضِياً ) (١) وكانَ من آياتِ اللّهِ تعالى في المسيحِ عيسى بنِ مَرْيمَ عليهالسلام نُطقه في المهدِ ، وخَرقُ العادةِ بذلكَ ، والأعجوبةُ فيه ، والمُعجِزُ الباهرُ لعقولِ الرِّجالِ ، وكانَ من اياتِ اللهِ تعالى في أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبِ عليهالسلام كمالُ عقلِه ووَقارتُه ومعرفتُه باللّهِ وبرسولهِ صلىاللهعليهوآله معَ تَقارُب سِنِّه وكونه على ظاهرِ الحالِ في عِدادِ الأطفالِ حينَ دعاه رسولُ الله صلىاللهعليهوآله إِلى التّصديقِ به والأقرارِ ، وكلّفه العلمَ بحقَه ، والمعرفةَ
ــــــــــــــــــ
(١) مريم ١٩ : ٢٠ ـ ٢١.