غير تكلّف وفي كمال السهولة ، فإيراد خطبة مثل خطب مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام من حيث اللفظ والمعنى يصدر من مثله بدون أدنى تكلّف وفي كمال السهولة والارتجال ، ومن غيره يصدر أقلّ منها بدرجات بالتكلّف.
وكيف تكون هذه العبارات غير شبيهة بعبارات الأئمّة عليهمالسلام يعرفها هو ولا يعرفها مثل الصدوق والشيخ اللذين لا يدانيهما في معرفة كلام الأئمّة عليهمالسلام أكابر مهرة علم الحديث فضلا عن غيرهم؟! وقياسه بدعاء الافتتاح في غير محلّه ، فلكلّ مقام مقال ، ولكلّ كلام مجال.
تاسعها : قال : ويشهد لوضعه (يعني وضع ما رواه الشيخ في غيبته) أيضا مضافا إلى ما مرّ اشتماله على سؤاله بيثرب عنه عليهالسلام حتّى يراه عيانا مع أنّ عدم إمكان ذلك كان يعرفه كلّ إمامي ، واشتماله على منكرات أخر كتبختر من كان سفيرا عنه عليهالسلام وغيره.
أقول : أمّا سؤاله عيان الإمام فليس في الخبر أنّه كان بيثرب ، وأمّا عدم إمكان ذلك حتّى لبعض الأفراد والخواصّ سيّما في عصر الغيبة الصغرى فكلّ إمامي عارف بهذا الأمر ، يعرف إمكانه ، وانعقاد باب في كتاب «الغيبة» لمن رآه عيانا أدلّ دليل على ذلك. نعم ، عيان الإمام بحيث يعرفه جميع الناس كسائر الأفراد لا يقع في عصر الغيبة ، وسؤال السائل لم يكن عن هذا ، وهذا ظاهر ، ولا أدري كيف خفي مثل ذلك على هذا الفاضل؟!
وأمّا تبختر السفير فهو أعمّ من المشي تكبّرا ومعجبا بالنفس ، ومن حسن المشي والجسم ، والمراد من قوله : «يتبختر في مشيته» هنا هو المعنى الثاني.