الفصل الثالث
في بعض علائم ظهوره عليهالسلام
وفيه ٣٠ حديثا
٩٥٦ ـ (١) ـ الفتن : حدّثنا الوليد بن مسلم ، عن إسماعيل بن رافع ،
__________________
أخرجناه لما نحن بصدده ، وحذرا من ملالة القرّاء الكرام. ومع ذلك كلّه ننبّه القارئ بأنّه لا يجوز ردّ الحديث بمجرّد الاستبعاد والاستغراب ، بعد ما جاء في القرآن الكريم في معجزات الأنبياء ونبيّنا صلىاللهعليهوآله وعليهم ما هو أغرب في العادة وقوعه ، فلا بدّ للتسليم قبال أخبار النبي وخلفائه عليهمالسلام. أفلا ترى أنّ المنكرين للمعاد لم يعتمدوا في إنكارهم إلّا على الاستبعاد ، فقالوا : (أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً) الاسراء : ٤٩ و ٩٨. وقالوا : (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) يس : ٧٨. وقد افتتن بعض المتسمّين بالثقافة والتنوّر في هذا العصر ، فحاولوا تعليل المعجزات وتفسيرها بالعلل الماديّة كيلا تقع موردا لإنكار المؤمنين بالمادّة ، وهذا انصراف عن عالم الغيب وما قام به دعوة الأنبياء ، أعاذنا الله منه وجعلنا من المؤمنين بالغيب.
وهنا تنبيه آخر وهو : أنّه وإن كان مورد كثير من أحاديث الفتن أشراط الساعة وما يقع قبل قيام الساعة ومستقبل الزمان ولا تصريح فيها بعلامات ظهور المهدي عليهالسلام ـ بأبي هو وأمّي ـ إلّا أن المتأمل فيها يجد كمال الارتباط بين البابين (باب أشراط الساعة ، وباب علامات الظهور) ؛ لأنّ الظاهر وقوع هذه الفتن كما جاء في أحاديث المهدي عليهالسلام قبل ظهوره أو قبيله ، فما يقع قبل ظهوره من الفتن يعدّ من أشراط الساعة ، كما أنّ ظهوره ـ مثل بعثة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وانشقاق القمر ـ من علامات الساعة وأشراطها وقرب قيامها ، وهذا جمع عرفيّ بين الأحاديث ، مضافا الى وجود الشاهد من نفس الأحاديث له ، والله الهادي الى الصواب.
(١) ـ الفتن : باب تسمية الفتن الّتي هي كائنة وعددها ... ص ١٩ ؛ عقد الدرر : ب ٤ ف ١