«محمّد بن إبراهيم النعماني» مؤلّف كتاب «الغيبة» إذ يقول في المقدّمة :
«... فهدانا الله عزّ وجلّ بمحمّد صلى الله عليه وآله من الضلالة والعمى وأنقذنا به من الجهالة والردى وأغنانا به وبما جاء به الكتاب المبين وما أكمله لنا من الدين ودلّنا عليه من ولاية الأئمّة الطاهرين الهادين ، من الآراء والاجتهاد ووفّقنا به وبهم إلى سبيل الرشاد».
«أمّا بعد ؛ فإنّا رأينا طوائف من (الأوساط) المنسوبة إلى التشيّع المنتمية إلى نبيّها محمّد وآله صلى الله عليه وآله ممّن يقول بالامامة ... قد تفرّقت كلمتها وتشعّبت مذاهبها واستهانت بفرائض الله عزّ وجلّ وحنت إلى محارم الله تعالى ؛ فطار بعضها علوّاً وانخفض بعضها تقصيراً (١) وشكّوا جميعاً إلّا القليل في إمام زمانهم ووليّ أمرهم وحجّة ربّهم ... للمحنة الواقعة بهذه الغيبة التي سبق من رسول الله صلى الله عليه وآله ذكرها وتقدّم من أمير المؤمنين عليه السلام خبرها».
__________________
١. تثير هذه العبارة التأمّل في طبيعة الاتّجاهات الفكريّة السائدة في تلك الفترة.