انّ شمس الحضارة تؤذن بالمغيب ، وفي احدى الليالي وكان القمر في المحاق ذهل سكان بغداد لمشهد الشهب التي بدأت تنقض منذ حلول المساء وظلت تنهمر بلا انقطاع حتّى مطلع الفجر.
وفي التاسع من شعبان ٣٢٩ هـ ـ مايس ٩٤١ م تلقى شيعة أهل البيت عليهم السلام نبأ هاماً سيكون له أكبر الأثر على مستقبلهم ؛ ففي ذلك اليوم استدعى السفير والنائب الرابع والأخير علي بن محمّد السمري عدداً من زعماء الشيعة البارزين وأطلعهم على بيان موقع من قبل الامام المهدي عليه السلام جاء فيه :
ـ «يا علي بن محمّد السمري!
أعظم الله أجر اخوانك فيك فانّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام!
فاجمع أمرك ، ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلّا بعد اذن الله تعالى ذكره!
وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب!
وامتلاء الأرض جوراً!